تظهر أعراض الغدة النكافية بعد إصابتها بعدوى فيروسية، مما يسبب التهابا في الغدة النكافية أو ما يعرف بالنُكاف، وهو مرض شديد العدوى ينتقل من شخص إلى آخر بواسطة إفرازات الجهاز التنفسي، مثل: اللعاب والمخاط، وعند الإصابة بالفيروس ينتقل من الجهاز التنفسي إلى الغدد النكافية ويتكاثر فيها مسببًا لها التورم والانتفاخ، وهو أكثر الأعراض وضوحًا.
ومن طرق انتقال المرض: العطس والسعال، استخدام نفس أدوات الطعام التي يستخدمها الشخص المصاب، كذلك مشاركة الطعام والشراب معه، ولمس الأسطح الملوثة؛ كأن يلمس المصاب أنفه أو فمه ويمرره على السطح فيلمسه شخص آخر فتنتقل الإصابة له.
والغدد النكافية هي زوج من الغدد اللعابية، وهي الأكبر حجمًا من بينهم، تتواجد على جانبي الوجه من الأسفل وأمام الأذنين (في المنطقة بين الفك والأذن)، تتمثل وظيفتها في إفراز اللعاب المسؤول عن تسهيل المضغ، والبلع، والبدء بهضم النشويات.
متى تظهر أعراض الغدة النكافية؟
تظهر أعراض الغدة النكافية عادةً خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع من إصابة المريض بالعدوى، لكن بعض المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق، أو تكون الأعراض خفيفة.
أعراض الغدة النكافية:
في البداية تكون الأعراض مشابهة لأعراض مرض الإنفلونزا، ومنها:
- التعب والإرهاق العام، يتمثل في آلام العضلات والمفاصل.
- صداع في الرأس.
- فقدان الشهية والغثيان.
- ارتفاع في درجات الحرارة.
ثم تتطور أعراض الغدة النكافية خلال الأيام القليلة المقبلة، بحيث تبدأ الغدد النكافية بالتورم التدريجي وتصبح مؤلمة، مما يؤدي إلى انتفاخ خدود الشخص المصاب، ويتزامن معها أعراض أخرى، منها:
- ألم في جانبي الوجه في مكان التورم.
- صعوبة وألم أثناء البلع.
- الحمى وارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة.
والأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة، ويصاب به الإنسان غالبًا مرة واحدة في حياته، ونادرًا ما يصيب الكبار، وتظهر عليهم بشكل عام نفس الأعراض السابقة، وقد تكون أحيانًا أكثر حدة، وإذا أصيبت الحامل في الأسابيع الأولى من الحمل (من الأسبوع 12 إلى الأسبوع 16) قد يزيد من خطر حدوث الإجهاض.
طرق تخفيف أعراض الغدة النكافية:
- شرب الكثير من السوائل والماء بشكل خاص، لمواجهة الجفاف الناتج عن الحمى، وتجنب عصائر الفواكه والحمضيات لأنها تزيد من إفراز اللعاب والذي قد يزيد من حدة الألم.
- وضع قطعة قماش، أو كمادات دافئة أو باردة على المنطقة المتورمة لتخفيف الألم.
- تناول الأطعمة الطرية والخفيفة مثل: الحساء واللبن والبطاطس المهروسة، والتي لا تحتاج إلى المضغ لأن المضغ قد يكون مؤلمًا.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة، وعدم بذل مجهودات.
- الحرص على راحة الوجه والرقبة، لأنه عندما تتورم الغدد النكافية تشعر بالألم في الجزء السفلي من الوجه والرقبة، لذا يُنصح بالنوم على بطانيات ناعمة لتجنب الضغط على المنطقة المتورمة.
- الغرغرة بالماء المالح الدافئ.
- تناول مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل: باراسيتامول.
- عزل المصاب حتى لا تنتقل العدوى إلى الآخرين كون مرض النكاف شديد العدوى.
أعشاب طبيعية لتخفيف أعراض الغدة النكافية:
- الميرمية، وتوضع بعض من أوراق الميرمية الجافة في الماء المغلي، ثم تترك مغطاة لعدة دقائق حتى تصبح دافئة، ويُشرب منها 3 أكواب في اليوم.
- البابونج، بعد أن يتم غلي البابونج، يُستخدم ككمادات دافئة توضع على مكان الورم، لتخفيف الألم.
- الشاي الأخضر والقرنفل، والتي تتميز بخصائصها المضادة للالتهابات وتعمل كمسكنات للألم، وتؤخذ أوراق الشاي الأخضر مع أعواد من القرنفل ويتم وضعها في ماء مغلي، وتترك لعدة دقائق، ثم تُشرب على الريق يوميًا.
- الحلبة، بحيث يتم طحنها وخلط المسحوق مع ماء حتى يصبح عجينة، ثم يتم وضعها في قماشة ويضمد بها مكان الالتهاب.
وتجدر الإشارة إلى أن مرض النكاف لا يستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية، لأنه مرض فيروسي، وفي الوقت الحالي لا توجد مضادات فيروسات يمكنها علاجه، ويعتمد علاجه أساسًا على تخفيف الأعراض باتباع الطرق التي ذكرناها سابقًا، حتى تبدأ العدوى بالانحسار تدريجيًا، ويكوّن الجسم مناعة ضد الفيروس.
بينما يساعد اللقاح والذي يُعطى للأطفال في سن مبكرة على الوقاية من فيروس النكاف، ويكون اللقاح ضد الحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف معًا، وهو ما يُسمى بالتطعيم الثلاثي الفيروسي- MMR، والذي يُعطى على جرعتين، الجرعة الأولى في عمر 12 إلى 15 شهرا، والجرعة الثانية في عمر المدرسة بين 4 و6 سنوات.