يُعد ظهور أعراض التسنين عند الأطفال مؤشرا مهما على بداية حدث كبير في حياة الطفل ونموه الطبيعي، ألا وهي مرحلة التسنين، وهي عبارة عن بروز الأسنان اللبنية عبر اللثة إلى الخارج، ومما لا شك فيه أن هذه الأعراض المصاحبة لعملية التسنين مزعجة ومؤلمة بالنسبة للطفل، وفيما يلي سنتحدث عن هذه الأعراض وعن أفضل الطرق التي تُنصح الأم باتباعها في التعامل مع الطفل خلال هذه الفترة؛ لمساعدته في تخفيف حدة تلك الأعراض، وتجاوز هذه المرحلة الحرجة بشكل أفضل.
متى تظهر أعراض التسنين عند الأطفال؟
بالطبع تبدأ الأعراض بالظهور بالتزامن مع بدء عملية التسنين، وعادةً ما يبدأ التسنين خلال المرحلة العمرية ما بين 4 أشهر إلى 8 أشهر، بدءًا بالأسنان الأمامية السفلية، وانتهاءً بظهور مجموعة من الأضراس في عمر عامين ونصف إلى 3 أعوام، حيث تكتمل عملية التسنين.
أعراض التسنين عند الأطفال:
- زيادة سيلان اللعاب (الترويل)، ويبدأ سيلان اللعاب عادةً عند الرضيع في عمر 10 أسابيع أي مع بلوغه الشهر الثاني، حيث تبدأ الغدد اللعابية بالعمل، لكن يزداد سيلانه في مرحلة التسنين، لأن عملية التسنين تحفز اللعاب على السيلان أكثر من المعدل الطبيعي، ويعتبر أول علامات التسنين ظهورًا.
- ظهور طفح جلدي بسبب سيلان اللعاب المستمر، مما يسبب الحكة والتشقق والاحمرار حول الفم، وعلى ذقنه ورقبته.
- ألم وتورم في اللثة، وبشكل خاص عند لمسها أو الضغط عليها أثناء العض، مما يسبب تهيجا وانتفاخا في مكان بروز السن.
- البكاء والأنين بسبب الألم الشديد الناتج عن تهيج والتهاب اللثة، وتعد أول الأسنان ظهورًا هي الأكثر إيلامًا بالنسبة للطفل، كذلك الأضراس لأن حجمها كبير، ومعظم الأطفال يخف لديهم الشعور بالألم تدريجيًا وفي وقت لاحق خلال التسنين، لأن الطفل يعتاد على ألم التسنين وأعراضه.
- فقدان الشهية ورفض الأكل، بحيث لا يرغب الطفل بالرضاعة من ثدي أمه، أو أخذ الرّضّاعة الصناعية أو تناول الأكل، لأنه يعاني من التهاب اللثة مما يسبب له الألم ويزيد الأمر سوءًا عند محاولته تناول طعامه أو الرضاعة.
- العض، وذلك لأن الضغط الناتج عن بروز الأسنان من تحت اللثة يتسبب بشعور الطفل بعدم الراحة، فيلجأ إلى تخفيف هذا الشعور المزعج عن طريق الضغط المضاد أو العض، وبالتالي نجده يعض كل شيء يمكنه العثور عليه.
- اضطرابات ومشاكل في النوم، والاستيقاظ ليلًا مصحوبًا بالبكاء والأنين، وذلك بسبب الألم المرتبط بمرحلة التسنين.
- شد الأذن وفرك الخد والذقن، وذلك بسبب أن الألم الناجم عن انتفاخ اللثة قد ينتقل إلى مكان آخر، بحيث إن اللثة والأذنين والخدود تشترك في المسارات العصبية.
- ارتفاع طفيف في درجة حرارة الطفل، وتُعتبر من العلامات الشائعة والمرتبطة بعملية التسنين.
طرق تخفيف أعراض التسنين عند الأطفال:
- تدليك وفرك لثة الطفل المتورمة أو مكان الألم، باستخدم إصبعك النظيف أو قطعة شاش نظيفة ورطبة أو يمكن نقعها في البابونج البارد، للمساعدة في تخفيف الألم والشعور بعدم الراحة لدى الطفل.
- الحفاظ على برودة اللثة، باستخدام الجزء الخلفي من ملعقة صغيرة نظيفة وباردة للعض عليها، أو استخدام العضاضات أو حلقات التسنين المبردة في الثلاجة مع الحرص على عدم تجميدها، مما قد يساعد في تهدئة اللثة وتلطيفها لأن البرودة تعمل على تخفيف ألم اللثة الناتج عن ضغط الأسنان عليها خلال بروزها، مع ضرورة الحرص على اختيار العضاضات المناسبة والنظيفة والمصنوعة من المطاط المتين، والابتعاد عن حلقات التسنين المحتوية على مواد سائلة، حتى لا تنكسر ويدخل السائل إلى فم الطفل، وبالتالي قد تضر بصحة طفلك.
- إعطاء الطفل الأطعمة الصلبة المناسبة لعمره، كشرائح الفواكه والخضروات المبردة، مثل: الجزر والخيار والتفاح، ويُفضل إذا كان عمر الطفل يزيد عن 6 أشهر.
- يمكن استخدام الجل المخدر الموضعي الذي يوضع على لثة الطفل، لكن يُفضل استشارة الطبيب.
- إزالة وتنظيف اللعاب الذي يسيل من فم الطفل على ذقنه ورقبته، حتى لا يتسبب بتهيج الجلد والحكة.
- ضرورة الاهتمام النفسي بالطفل، من خلال ضم الطفل وتقبيله حتى يشعر بالحنان والأمان.
- مراقبة درجة حرارة الطفل، وظهور بعض الأعراض كالإسهال والقيء وفقدان الشهية لعدة أيام، والتي تستدعي مراجعة الطبيب على الفور.
- في حال لم تعط الطرق السابقة نتائج كافية في تخفيف الألم، يمكن إعطاؤه مسكنات الألم المناسبة لعمره بعد استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة.
