ملهمات

الكلب توجو.. الحيوان الذي أنقذ حياة آلاف البشر من العدوى

انتشرت العدوى القاتلة في البلاد، وعانى سكان المناطق البعيدة من نقص الإمدادات العلاجية، فوكلت مهمة توصيلها إلى كلاب التزلج ومن بينها الكلب توجو، صاحب الواقعة المثيرة التي أنقذت حياة سكان مدينة نوم في ألاسكا من مرض الخناق منذ ما يقرب من قرن كامل.

عدوى الخناق المميتة

تعود أحداث تلك القصة المثيرة إلى عام 1925، حيث شهدت تلك الفترة تفشي عدوى الخناق بإحدى المدن البعيدة في ولاية ألاسكا الأمريكية، والتي تعرف باسم مدينة نوم، حينها أدرك الجميع أن حياة أكثر من 10,000 شخص، وتحديدا الأطفال الصغار منهم، صارت في خطر ملحوظ.

تمثلت الأزمة الكبرى في هذا التوقيت، في صعوبة توصيل الأدوية القادرة على علاج الخناق إلى مدينة نوم، حيث كان يمكن لقطار السكة الحديدية أن يصل بالعلاجات إلى مدينة نيفادا فقط، وهي التي تبعد بما يزيد عن 1000 كم عن مدينة نوم، لذا بدا أن الحل الوحيد المتاح هو استخدام كلاب التزلج من أجل إيصال اللقاحات للمواطنين.

رحلة البطل توجو

تمت الاستعانة بنحو 20 فريقا من فرق الزلاجات التي تجرها الكلاب، ومن بين تلك المجموعات مجموعة يقودها ليونارد سيبالا، الرجل الشهير في تلك الرياضة الجليدية، حيث كانت الخطة أن تتسابق الفرق من أجل إيصال اللقاحات إلى سكان مدينة نوم البعيدة.

مرت أيام السباق القاسية على مجموعات التزلج، إلا أنها لم تكن شديدة الصعوبة على سيبالا، لأنه كان مدعوما ببطل من نوع خاص، وهو الكلب توجو، إذ قطع أكثر من 400 كم بكل شجاعة وإقدام وسط المناطق قارسة البرودة، على أمل إنقاذ أكبر كم من البشر.

على مدار 5 أيام ونصف، عايش الكلب توجو ومعه قائده سيبالا، المخاطر الشديدة التي تمكن كلاهما من تجاوزها معا، لينجحا أخيرا في الوصول لمدينة نوم الهادئة، والتي انتعشت مع وصول اللقاحات إلى سكانها المعزولين.

رمز للشجاعة والصمود

حصل الكلب توجو على التقدير الذي يستحقه بعد أن واجه درجات حرارة تبلغ 30 درجة تحت الصفر، ولعدد ليس بالقليل من الأيام، وهو تقدير جاء متأخرا ولكنه تحقق بعدما تيقن المؤرخون أن البطل توجو أهل له، لذا بني تمثاله الخاص في حديقة سيوارد بنيويورك، كما تم تصوير فيلم سينمائي من إنتاج ديزني بعنوان توجو، ليحاكي رحلة الكلب البطل الذي أنقذ حياة سكان مدينة كاملة من الموت المحقق في عشرينيات القرن الماضي.

يتذكر سيبالا من خلال إحدى الحوارات التي أجريت معه قبل وفاته عام 1967، رحلته الجنونية والتاريخية مع الكلب توجو، والتي يبدو أنه تعلم خلالها أبرز دروس الحياة، قائلا: “عندما أتذكر الأجواء الثلجية القاسية والظلام الداكن الذي واجهنا، ثم أرى قدرة الإنسان على صناعة الطائرات والسفن، أتوقف قليلا عند تلك اللحظة التي احتاج فيها سكان مدينة نوم إلى اللقاحات لإنقاذ حياتهم، فلم يجدوا العون إلا من تلك الكلاب الرائعة، وعلى رأسها توجو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى