هل سمعت من قبل عن العكبر؟ إنها تلك المادة اللزجة التي تعرف أيضا بعدد من الأسماء المختلفة مثل البروبوليس وكذلك صمغ النحل، والقادرة دائما على تحقيق الكثير من المكاسب الصحية للإنسان، إليكم معلومات عن العكبر وفوائده.
تاريخ العكبر
قبل الحديث عن العكبر وفوائده، نشير في البداية إلى تاريخ تلك المادة التي نحصل عليها في أغلب الأحوال عبر نحلات العسل، التي تحصده من خلال البراعم ومن عصارة الأشجار.
بدأ استخدام العكبر لأغراض طبية وعلاجية للمرة الأولى منذ آلاف السنين، وتحديدا منذ عام 350 قبل الميلاد، أي في عهد الفيلسوف الشهير أرسطو، إذ استخدمه اليونانيون في تلك الحقبة من أجل علاج الخراج، كما استعان به أبناء الحضارة الآشورية أملا في علاج الجروح والأورام.
كذلك وجد المصريون القدماء ضالتهم في العكبر وفوائده، والتي سهلت من مهمة التحنيط وحفظ الجثث من التحلل آنذاك، ولكن ترى ما هي فوائد العكبر الصحية التي ربما يلجأ إليها البشر كثيرا في وقتنا الحالي؟
مكونات العكبر المفيدة
توصل العلماء إلى أن العكبر يحتوي على ما يزيد عن 300 مركب، أغلبها في شكل البوليفينول، والبوليفينول يعتبر هو المركب الكيميائي المهم الذي يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة، من شأنها مقاومة الكثير من الأمراض الخطيرة التي قد تصيب الجسم.
يضم العكبر أيضا مجموعة مركبات الفلافونيد، المعروفة بأنها تنتج في النباتات بغرض ضروري هو الحماية، فيما تتواجد في الأكلات القادرة على مواجهة الأكسدة، مثل الفواكه والخضروات كما تتواجد أيضا في عدد من المشروبات، يأتي في مقدمتها مشروب الشاي الأخضر متعدد الفوائد أيضا.
العكبر وفوائده
أما فيما يخص العكبر وفوائده الصحية المباشرة على صحة الإنسان، فإن العلم يؤكد دائما على فوائد العكبر للجروح وكيفية علاجها، استفادة من خصائصه المضادة للالتهابات والبكتيريا، إذ تشير دراسة إيطالية أجريت في جامعة بيمونتي الشرقية إلى دور العكبر في مداواة الحروق، في ظل قدرته الهائلة على الإسراع من إتمام عملية نمو الخلايا الجديدة.
يرى الباحثون أيضا أن المراهم الموضعية التي تحتوي على العكبر من ضمن مكوناتها، وبنسبة تصل إلى حوالي 3%، لها تأثير مميز فيما يخص تعجيل شفاء وتقليل أعراض القروح، وسواء كانت قروح البرد أو تلك الناتجة عن مرض الهربس التناسلي الذي يعرف بأنه من الأمراض المعدية بدرجة كبرى.
تكشف دراسة أجريت في جامعة هونج كونج، عن فوائد العكبر للسرطان، حيث تسلط الضوء على دور تلك المادة في علاج بعض الأمراض السرطانية الخطيرة، ألمح الباحثون من خلال تلك الدراسة الآسيوية إلى أن خصائص العكبر المضادة للسرطانات من شأنها تقليل فرص مضاعفة نسب الخلايا السرطانية، مع حجب الطرق التي تسمح بنقل الإشارات بين الخلايا السرطانية وبعضها البعض، الأمر الذي يؤدي في تلك الحالة إلى زيادة فرص علاج مرض السرطان اللعين.
محاذير خاصة
على الرغم من عدم اعتبار العكبر من المواد التي قد تضر بالصحة، إلا أن هناك بعض الحالات التي لا يسمح خلالها بتناوله أو وضعه على الجلد لأي من الأغراض العلاجية المتنوعة، ومن بينها على سبيل المثال في حالة المعاناة من الحساسية تجاه النحل أو منتجاته، حيث يؤدي هنا إلى الإصابة بقروح في المعدة إضافة إلى المعاناة من تهيج جلدي ملحوظ.
أيضا يفضل الأطباء عدم تناول العكبر في فترات الحمل أو فيما بعد ذلك خلال مرحلة الرضاعة، نظرا لعدم وجود أدلة علمية كافية تنفي وجود أضرار صحية على صحة الأم خلال تلك المرحلة الحرجة في حال تناوله أو استخدامه بشكل عام، تماما مثلما ينصح الخبراء بعدم الحصول على تلك المادة الشهيرة عند الإصابة بمرض الربو المزمن.
يرى بعض الخبراء أن هناك عددا من المواد الكيميائية بداخل العكبر، تقلل كثيرا من عملية تجلط الدم، لذا يصبح تناول العكبر عند المعاناة من اضطرابات نزيف الدم، من الأمور المحفوفة بالمخاطر والتي يحذر منها، علما بأن تناول العكبر يعد مرفوضا قبل إجراء العمليات الجراحية بنحو أسبوعين كاملين، للسبب المذكور نفسه.
في النهاية، يعد العكبر من المواد المفيدة صحيا، والتي يمكن الحصول عليها عبر العسل المفيد للجميع، إلا أنه يفضل دائما العودة للأطباء قبل تناوله أو استخدامه بصورة موضعية على الجلد، وخاصة عند المعاناة من أي من الأمراض.