الإعاقة الحركية هي عبارة عن وجود خلل في الحركة أو عدم القدرة على الحركة بشكل كامل، وقد تكون هذه الإعاقة بسبب مشاكل عظمية أو عصبية عضلية وتشمل الشلل الدماغي والتصلب المتعدد وإصابات النخاع الشوكي، وقد يحتاج الشخص المصاب بإعاقة حركية إلى استخدام عصا أو كرسي متحرك حسب نوع ومكان الإعاقة، والإعاقة قد تكون دائمة كحالات الشلل النصفي والكلي أو مؤقتة مثل كسور العظام أو العمليات الجراحية.
أسباب وأنواع الإعاقة الحركية
نوع الإعاقة الحركية يختلف على حسب السبب الذي أدى إلى حدوثها، وفي السطور التالية سنتحدث عن مظاهر وأنواع الإعاقة الحركية بشيء من التفصيل.
الشلل الدماغي: وهو من المظاهر الرئيسية والشائعة للإعاقة الحركية ويكون منشؤه الدماغ حيث يحدث تلف للدماغ يؤدي إلى فقدان التحكم في العضلات وبالتالي حدوث الشلل، وغالبا ما يحدث هذا النوع من الإعاقة الحركية في الحياة الجنينية قبل الولادة لأسباب وراثية أو بسبب إصابة الأم أثناء الحمل بأمراض مثل الزهري والحصبة الألمانية وكذلك تعرض الأم للأشعة السينية وتسمم الحمل وقد يحدث أيضا عند الولادة أو بعدها بفترة قصيرة.
ضمور العضلات: وهو مرض وراثي يحدث بسبب تلف الچينات المسؤولة عن تكوين بروتين العضلات ولذلك يتميز هذا المرض بحدوث ضعف في العضلات وصعوبة المشي والكلام، ويؤثر هذا المرض على جميع الفئات العمرية ولكن قد يكون شائعا في الأطفال بصورة أكبر، وتتفاوت شدة هذا المرض حيث إن الأشخاص الذين تكون لديهم الحالة بسيطة يستطيعون أن يعيشوا حياة طبيعية، ولكن بعض الحالات الشديدة تكون خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة وخصوصا في سن المراهقة.
إصابات النخاع الشوكي: ويحدث هذا النوع من الإعاقة الحركية غالبا بسبب التعرض لحادث أو إصابة في العمود الفقري، وتؤدي هذه الإصابات إلى حدوث شلل في الأطراف سواء كان في الساقين فقط ويسمى شللا نصفيا أو في الساقين والذراعين ويسمى شللا رباعيا ويختلف تأثير الشلل على حسب شدته والأعراض الظاهرة.
التصلب المتعدد: وفي هذه الحالة يحدث تلف في الطبقة الدهنية التي تحيط بألياف العصب وتسمى المايلين مما يؤدي إلى تلف العصب وعدم قدرته على أداء وظيفته في إرسال الإشارات العصبية من الجهاز العصبي المركزي إلى العضلات، وتتميز هذه الحالة بحدوث ضعف في العضلات وتشنجها وعدم القدرة على المشي وكذلك تصلب العضلات ويصيب هذا المرض الأفراد في سن المراهقة أو بعدها وهو من الأمراض المزمنة التي يصعب علاجها.
وهناك بعض الحالات والأمراض الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة بالإعاقة الحركية ومنها التهاب المفاصل الحاد ومرض باركنسون وأمراض السكري والسل والربو والرعاش.
علاج الإعاقة الحركية
عند الحديث عن علاج الإعاقة الحركية يجب أن نذكر أنه لا يوجد علاج تام للشلل نفسه ولكن من الممكن علاج مسبب الشلل والذي بدوره قد يعيد بعض العضلات أو جميعها إلى العمل والقدرة على الحركة، ولكن يجب أن نشير أيضا إلى أن بعض أنواع الشلل يمكن التعافي منها تلقائيا مثل شلل بيل والشلل المصاحب للسكتة الدماغية، وفي جميع الحالات يجب تلقي الشخص المصاب العلاج لتفادي تطور الشلل وزيادة حدته.
وهناك بعض الإجراءات والاستراتيجيات التي يعتمد عليها الأشخاص المصابون بإعاقة حركية من أجل استرداد ولو جزء من قدرتهم على الحركة وتحسين حياتهم ومن هذه الإجراءات:
- العلاج الطبيعي كالعلاج بالتدليك أو الحرارة وكذلك التمارين التي تقوم بتحفيز وتنشيط الأعصاب والعضلات.
- استخدام الأدوات التي تساعد على الحركة والتنقل من مكان لآخر كالكراسي المتحركة سواء كانت كهربائية أو يدوية وكذلك السكوتر.
- استخدام الأجهزة الداعمة للحركة كالعكازات والدعامات ومساعدات المشي.
- التكنولوجيا تلعب دورا كبيرا أيضا في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إعاقة حركية مثل أجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول وأنظمة الإضاءة التي تعمل بواسطة الصوت.
وفي النهاية يجب التوجيه إلى ضرورة معاملة الأشخاص الذين يعانون من أية إعاقة بصورة طبيعية وعدم التحديق بهم أو إظهار علامات الاستغراب لهم وذلك لتجنب إحراجهم ورسم الابتسامة دائما عند التعامل معهم.