هل سمعت من قبل عن شراب القيقب؟ إنه واحد من المحليات الطبيعية للأطعمة، والذي أثير الجدل حول إن كان مفيدا للصحة أم ضارا بها، ما نكشف عنه تفصيلا عبر الإشارة إلى فوائد نظرية وأضرار حقيقية تتجسد في هذا الشراب حلو المذاق.
شراب القيقب
في البداية، يستخرج شراب القيقب من الأشجار التي تحمل اسمه وتعرف كذلك بأشجار الاسفندان، وهي الأشجار المتاحة في الأمريكيتين، فيما تسيطر دولة كندا على الأغلبية العظمى من صادرات هذا الشراب المتخم بالسكريات.
يستخرج الشراب المزود بالسكريات إذن عبر حفر ثقب في أشجاره، وانتظار تدفق هذا السائل اللذيذ وجمعه، علما بأنه من الضروري أن يتم غلي الشراب بعد جمعه من أجل أن تتبخر المياه بداخله، ليصبح فيما بعد جاهزا للاستخدام.
فوائد شراب القيقب
تتعدد الفوائد الصحية المرتبطة بشراب القيقب حلو المذاق بصورة نظرية، حيث يحتوي على عدد من المعادن المفيدة، مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والزنك والمنجنيز، بالإضافة إلى كم هائل من مضادات الأكسدة المقاومة للأمراض.
يساهم محتوى الشراب من الزنك في تحسين الحالة الإنجابية والخصوبة لدى الرجال، وفي تقليل فرص معاناة البروستاتا من الأزمات، فيما تعمل كميات المنجنيز المتاحة فيه على زيادة الطاقة لدى الإنسان، مع مقاومة الكوليسترول السيئ في الجسم، وربما زيادة الكوليسترول الجيد بدلا منه.
تساهم كميات الزنك المتاحة بداخل شراب القيقب في مقاومة فرص إصابة شرايين الدم بالمشكلات، مع مواجهة الجزيئات الحرة المسببة للأمراض، وهو أمر يفترض به أن يؤدي في تلك الحالة إلى تقليل مخاطر معاناة القلب من الازمات الصحية.
تساهم بعض المكونات الخاصة بشراب القيقب في مواجهة الخلايا السرطانية، مثلما تقوم مضادات الأكسدة بالعمل الرائع نفسه في مواجهة أحد أخطر الأمراض، إلا أن الدراسات العلمية لم تثبت هذا الأمر بشكل قاطع حتى الآن، خاصة مع احتواء الشراب على كميات كبيرة من السكريات بإمكانها تحويل فوائده إلى أضرار، كما نوضح الآن.
أضرار شراب القيقب
ربما تبدو فوائد القيقب متعددة من الناحية النظرية كما سبق أن ذكرنا، إلا أن الأمر مختلف على أرض الواقع، والسر في المحتوى المرتفع من الشراب من السكريات غير المفيدة على المستوى الصحي.
يتشكل ثلثا شراب القيقب من السكر، حيث يمكن لثلث كوب من هذا الشراب أن يزود الجسم بنحو 60 جراما من السكريات، وهو الأمر المقلق نظرا لإمكانية تسبب الكميات المبالغة من السكر في إصابة الإنسان بأمراض مختلفة بعضها للأسف يؤدي إلى الوفاة.
يمكن للحصول على هذا الشراب الذي يبدو مفيدا للصحة، أن يتسبب في المعاناة من السمنة وزيادة الوزن على سبيل المثال، تماما مثلما يساهم هذا الشراب الشهير في زيادة فرص المعاناة من داء السكري من النوع الثاني.
الأغرب من ذلك، أنه على الرغم من توافر بعض المعادن المفيدة لصحة القلب في شراب القيقب، إلا أن نسب السكريات المرتفعة بداخل هذا الشراب بإمكانها أن تحول الفوائد الصحية إلى أضرار مباشرة، نظرا لدورها في زيادة مخاطر معاناة القلب من الأزمات الصحية، مع الوضع في الاعتبار دوره في رفع سكر الدم في الجسم.
شراب القيقب مفيد أم ضار؟
يرى خبراء الصحة أن تنوع وتعدد العناصر المفيدة والمعادن ومضادات الأكسدة في شراب القيقب، لا يعد سببا قويا من أجل الحصول على هذا المشروب، ببساطة لأنه يحتوي على نسب غير متزنة من السكريات المضرة بالصحة.
يشير الأطباء إلى أن زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وداء السكري مع التمتع بوزن زائد، هي كلها أمور لا تستحق المخاطرة من أجل الحصول على شراب ربما يجمع بعض الفوائد إلا أنها لن تتحقق على أرض الواقع.
يرى الباحثون أن الحصول على الفوائد المجتمعة في شراب القيقب ممكنة عبر أكلات ومشروبات أخرى، تضمن إفادة الجسم من دون الإضرار به، مثل أغلب أنواع الفاكهة والخضروات، التي وإن كانت تمد الجسم ببعض من السكريات، فإنها لن تكون بدرجات مبالغة مثلما الحال في شراب القيقب.
في الختام، هو شراب يبدو مفيدا على المستوى النظري، وبالاطلاع على مكوناته الجاذبة من المعادن ومضادات الأكسدة، إلا أن محتواه المرتفع من السكر قد يعصف بالفوائد جميعها، لتتحول إلى أضرار خطيرة تزيد من فرص المعاناة من أشرس الأمراض.