تتعدد الأسباب التي تدفعنا للوقوع في فخ العصبية الزائدة، التي تؤدي بنا للتعرض للكثير والكثير من الأزمات، وربما تتسبب في الإضرار بعلاقاتنا الاجتماعية والعملية، لذا نكشف عن أسباب وأضرار العصبية المفرطة، وكيفية التخلص منها.
تعريف العصبية الزائدة
هي تلك الحالة السلبية التي تصيب المرء، سواء عند الوقوع في أزمة كبرى أو حتى عند التعرض لموقف بسيط ولكنه مزعج، حيث يعاني المرء حينها من الانفعال والغضب، الذي يدفعه إلى الإفراط في رد الفعل العصبي.
ترتبط العصبية المفرطة بالكثير من المشاعر السلبية مثل الغضب والحزن والتوتر وربما الكراهية، وهو الأمر الذي ينتج عن عدد لا بأس به من الأسباب، سواء تتعلق بالبيئة المحيطة للشخص أو بحالته النفسية، أو حتى ببعض العوامل الوراثية.
أسباب العصبية الزائدة
هناك الكثير من الأسباب التي ربما تؤدي بنا إلى الانفعال المبالغ، ومن ثم الوصول إلى العصبية المفرطة، سواء أثناء النقاش مع أحدهم أو خلال محاولة علاج مشكلة ما في المنزل أو العمل، حيث يعد العامل الوراثي من أسباب معاناة البعض من العصبية، حينها يكون الوالدان أو أحدهما يعاني من الأزمة نفسها، والتي تنتقل بالتبعية إلى الابن.
يعتبر الإحساس بالضغط النفسي والتوتر من أبرز أسباب العصبية الزائدة، حيث يعمل الجدال الطويل على زيادة الإحساس بالقلق ومن ثم ينتج عنه في بعض الأحيان العصبية المفرطة، تماما مثلما يمكن للخلافات الزوجية أن تؤدي إلى العصبية الزائدة، ليس فقط لدى الزوجين بل كذلك لدى الأبناء الصغار، الذين يصابون بالقلق النفسي جراء مشاهدة تلك الانفعالات المتبادلة.
يرى خبراء الصحة أن المعاناة على الصعيد النفسي ليست السبب الوحيد وراء العصبية الزائدة، بل تعتبر الإصابة بإحدى المشكلات الصحية من أسباب الانفعال والعصبية المفرطة، إذ يمكن لسوء التغذية أن يؤثر بالسلب على الحالة النفسية ويؤدي إلى العصبية الزائدة، كما يمكن لتراجع كميات الحديد في الدم أن يؤدي إلى النتيجة نفسها.
تعتبر التغيرات التي تصيب الهرمونات لدى النساء، من أبرز الأسباب وراء الانفعال الزائد لدى الجنس اللطيف، علما بأن زيادة إفرازات الغدة الدرقية وكذلك انخفاض مستويات السكر في الدم، تتسبب في العصبية الزائدة لدى البشر جميعا، وسواء كانوا رجالا أم نساء.
أضرار العصبية الزائدة
تتنوع الأضرار التي تظهر على الإنسان عندما يعاني من العصبية الزائدة، حيث تسيطر عليه مشاعر التوتر والقلق بوضوح، كما تزيد نبضات قلبه بصورة مبالغة، فيما يبدو متعرقا في ظل سرعة تنفسه.
تعمل العصبية الزائدة كذلك على إضعاف الجهاز المناعي للإنسان، لذا يصبح من المتوقع أن يتعرض لنزلات البرد والإنفلونزا بمعدلات أعلى من المعتاد، كما تتسبب في صعوبة الحمل أو تأخر الإنجاب لدى النساء، نظرا للتغيرات الهرمونية المتسببة فيها.
تصل أضرار العصبية الزائدة على المدى الطويل، إلى إصابة المرء بصعوبة التركيز وكذلك صعوبة النوم، ليتطور الأمر في بعض الأحيان إلى الإصابة بالجلطات جراء ارتفاع ضغط الدم، علما بأن المعاناة من صداع الرأس تعد واردة للغاية في ظل الإحساس بالانفعال الزائد.
كيفية علاج العصبية الزائدة
تتمثل أولى خطوات علاج العصبية الزائدة في إدراك مدى التأثير السلبي لتلك الأزمة على حياة الشخص، حيث يمكنها أن تتسبب في مشكلات بالعلاقات الاجتماعية، وربما تؤدي إلى مواجهة عقبات على الصعيد العملي، لذا يجب أن يبدأ الشخص فورا بمحاولة السيطرة على أفكاره السلبية عبر طردها من المخ دون الاستجابة لها.
تعتبر ممارسة تمرينات التنفس من وسائل التخلص من العصبية الزائدة، لذا تأتي جلسات التأمل بما تشهد من استرخاء ومعدلات تنفس هادئة، لتكون إحدى الوسائل الفعالة من أجل السيطرة على العصبية المفرطة، تماما مثلما تعد ممارسة الرياضة بشكل عام من طرق اكتساب الهدوء والراحة، وتجنب مشاعر سلبية مثل الانفعال الزائد.
يرى خبراء علم النفس أن التفكير مرارا وتكرارا في الأزمات بما تحمل من تفاصيل مزعجة، يعد من أبرز أسباب العصبية الزائدة، فيما يكمن العلاج في تلك الحالة في حث العقل على التفكير في الحلول الممكنة بدلا من الأزمة نفسها، حينها يصبح المرء أكثر استرخاء، وخاصة إن توصل لحل الأزمة.
يعتبر التحلي بالثقة في النفس من وسائل مواجهة الكثير من المشكلات ومن بينها العصبية المفرطة، ما يتطلب معرفة نقاط القوة لديك بما يزيد من ثقتك بنفسك، ومن ثم يقلل من فرص التعرض للانفعال المفرط لأتفه الأسباب.
في الختام، يمكن للعصبية الزائدة أن تدمر الكثير من العلاقات وتتسبب في وقوع الأزمات، لذا فمواجهة النفس بأسبابها من أجل الوقوف على طرق علاجها، تعتبر من الأمور الإلزامية غير الاختيارية.