صحة ولياقة

البرص.. أعراضه وعلاجه والفرق بينه وبين البهاق

يُعتبر البرص والذي يُعرف أيضًا بالمهق اضطرابا جينيا نادرا يتمثل بحدوث نقص في إنتاج صبغة الميلانين أو انعدام إنتاجها، مما يؤثر على لون الجلد والشعر والعينين، والذي يحدده كمية ونوع صبغة الميلانين التي ينتجها الجسم، وبالتالي فإن المصاب يمتلك لون شعر وبشرة أفتح مقارنة مع غيره، كما أن صبغة الميلانين تلعب دورًا في تكوين الأعصاب البصرية؛ وبالتالي فإن هذا يعرضه أيضًا إلى مشاكل في الرؤية، ومن الجدير بالذكر أن المهق يختلف كليًا عن البهاق في أسبابه وأعراضه وهذا ما سنوضحه لاحقًا في المقال.

أعراض البرص

تشمل الأعراض كلا من الشعر والجلد والعينين والرؤية، وهي كالتالي:

  • الشعر، والذي يتميز باللون الأبيض الناصع، أو قد يظهر باللون الأصفر أو يميل للاحمرار لدى المصابين من الأصول الأفريقية والآسيوية، كما أن لونه قد يصبح داكنًا ببطء مع التقدم في العمر.
  • الجلد، ويُعتبر لون البشرة الفاتح هي العلامة الأكثر وضوحًا لدى المصابين، وقد تزداد مستويات الميلانين ببطء مع مرور الوقت مما يؤدي إلى تغميق لون البشرة لدى البعض، وقد تظهر على الجلد بعض العلامات الأخرى نتيجة التعرض لأشعة الشمس، مثل: النمش، أو شامات زهرية اللون، أو تصبغات في الجلد تظهر على شكل بقع كبيرة.
  • العين، تبدو القزحية وهي الجزء الملون من العين شبه شفافة نوعًا ما أو باللون الأزرق الفاتح بسبب نقص صبغة الميلانين، مما يؤدي إلى عدم قدرتها على حجب الضوء ومنعه من دخول العين، لذا تبدو العين حمراء عند وجود الضوء، وقد يتحول لون العين إلى البني مع التقدم في العمر، بالإضافة إلى أن الرموش والحواجب تظهر باللون الأبيض.
  • مشاكل العين واضطرابات الرؤية، وتشمل ما يلي:
  • ضعف الإبصار، ويتمثل بقصر النظر أو طول النظر الشديدين.
  • الرأرأة، وهي حركة العين بشكل لاإرادي ذهابا وإيابا.
  • الحساسية تجاه الضوء أو رهاب الضوء.
  • هز الرأس، أو ميله لمحاولة تقليل حركات العين اللاإرادية وتحسين الرؤية.
  • عدم قدرة العينين على تتبع الأشياء معًا، أو التحرك بانسجام مما يؤدي إلى الحول.
  • الغمش أو كسل العين.
  • ضعف الرؤية الناتج عن نقص تنسج العصب البصري.
  • إساءة توجيه العصب البصري، إذ إن الإشارات العصبية من العين إلى الدماغ لا تتبع المسار العصبي الطبيعي.
  • اللابؤرية، وتتمثل بانحناء السطح الأمامي لعدسة العين بشكل غير طبيعي مما يسبب تعتيما في الرؤية.
البرص.. أعراضه وعلاجه والفرق بينه وبين البهاق
البرص

أسباب البرص

يعتبر البرص مرضا وراثيا كما أسلفنا، إذ إن السبب الرئيسي للإصابة بالبرص هو حدوث طفرة في الجينات التي تعطي تعليمات لتصنيع البروتينات الداخلة في إنتاج صبغة الميلانين، مما يؤدي إلى نقص إنتاجها أو انعدام إنتاجها على الإطلاق، والمسؤول عن إفرازها الخلايا الصباغية الموجودة في الجلد والشعر والعينين.

ما الفرق بين البرص والبهاق؟

يخلط الكثير من الناس بين هذين المرضين حيث يسود خطأ شائع بأن كليهما نفس المرض، وقد يعود السبب إلى أن كلا منهما يمثل حالة مرضية تصيب الجلد ناتجة عن خلل في إنتاج صبغة الميلانين نتيجة اضطراب في الخلايا الصباغية في الجسم، وبالرغم من ذلك إلا أنه يوجد فرق كبير بينهما، وهو كالتالي:

البهاق هو حالة مرضية ناتجة عن خلل مناعي يؤثر على الخلايا الصباغية، مما يؤدي إلى فقد الميلانين في أجزاء معينة من البشرة وبالتالي يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء في هذه الأجزاء، ويظهر البهاق خلال أي مرحلة عمرية حيث إنه يتطور خلال الوقت، وتساعد الخيارات العلاجية في هذه الحالة على تحسين مظهر الجلد حيث يمكن استخدام كريمات خاصة لتغطية هذه البقع، أو الاستعانة بالعلاج بالأشعة فوق البنفسجية أو الأدوية الحساسة للضوء.

بينما البرص هو اضطراب جيني خلقي يُولد المصاب به ولا يتطور مع الوقت، يتمثل بغياب الميلانين في الجسم بشكل كامل أو جزئي، ويؤثر على العينين والرؤية والشعر والبشرة، بحيث يظهر الجلد بشكل كلي باللون الأبيض على عكس البهاق الذي يقتصر على أجزاء معينة من الجلد، أما بالنسبة لعلاجه فإنه يتمثل فيما يلي.

البرص
البرص

علاج البرص

رغم أنه مرض مزمن لا يمكن علاجه بشكل نهائي، إلا أنه يمكن تخفيف حدة الأعراض، ويشمل العلاج حماية كل من الجلد والعينين من أشعة الشمس باتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية ومنها:

  • العناية بالبشرة من خلال تقليل خطر الإصابة بحروق الشمس عن طريق استخدام واقي الشمس، وتغطية الجسم كاملًا عند الخروج من خلال ارتداء البناطيل والقمصان ذات الأكمام الطويلة والياقات العالية، وكذلك ارتداء القبعات لتغطية الرأس، بالإضافة إلى إجراء الفحص المستمر للكشف عن سرطان الجلد أو العلامات التي تدل عليه مبكرًا.
  • رعاية العينين من خلال الفحص الدوري لدى طبيب العيون، والذي قد يصف للمصاب نظارات طبية لتصحيح النظر ومساعدته على تحسين الرؤية، وقد يتم اللجوء إلى الجراحة لعلاج عضلات العين للتقليل من الرأرأة، أو لتصحيح الحول أو الغمش.
  • تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمريض.
البرص
البرص

مضاعفات البرص

  • تُعد حروق الشمس وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد أحد المضاعفات المرتبطة بالجلد، والمحتملة بسبب حساسية جلد المصابين للضوء وأشعة الشمس.
  • تؤثر مشاكل الرؤية على العمل والتعلم، والقدرة على قيادة السيارة.
  • التحديات الاجتماعية التي يتعرض لها المصابون بالمهق كالتنمر والتمييز السلبي، ورود فعل الآخرين تجاههم وكثرة السؤال عن مظهرهم، مما يسبب لهم الإحراج وقلة الثقة بالنفس، وبالتالي ميولهم للعزلة الاجتماعية وعدم الاختلاط مع المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى