صحة ولياقة

الخلايا الجذعية.. أنواع متعددة واستخدامات مذهلة في الطب

لا بد وأنك سمعت عن الخلايا الجذعية، أو صادفك البحث حول التجارب المستمرة بشأن توظيفها في علاج العديد من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسرطان والجهاز العصبي، بالإضافة إلى علاج مشاكل البشرة والحروق، وزراعة الشعر، وقد تتساءل أيضًا عن مدى نجاح هذه التجارب، وعن الخصائص الفريدة التي جعلت من العلاج بالخلايا الجذعية مجالًا مثيرًا للاهتمام ويشغل حيزًا واسًعا في الأبحاث الطبية، في الواقع إن النتائج المتعلقة بذلك مُبشرة جدًا وأعادت الأمل للكثير ممن طال انتظارهم للعلاج المناسب، لكن قبل الحديث عنه لا بد أن نتطرق إلى ماهية هذه الخلايا، وخصائصها المميزة؟ و ما هي المصادر التي يلجأ إليها العلماء للحصول عليها؟

ما هي الخلايا الجذعية؟

هي عبارة عن خلايا غير متمايزة أو غير متخصصة بمعنى أنه ليس لها وظيفة معينة، لكنها قادرة على التطور أو التمايز إلى العديد من أنواع الخلايا المختلفة والمتخصصة -حسب حاجة الجسم- كخلايا الدم أو خلايا الدماغ أو خلايا عضلة القلب مثلًا، فهي تُعتبر بمثابة المواد الخام في الجسم، وعندما تنقسم هذه الخلايا تعطي خلايا جديدة تسمى الخلايا الوليدة والتي تتخذ أحد المسارين، إما أن تصبح خلايا متخصصة ذات وظيفة معينة عبر عملية التمايز، أو تصبح خلايا جذعية جديدة تدخل مسارات الانقسام أو التمايز مرة أخرى وهذا ما يُضفي عليها صفة أنها ذاتية التجديد مدى الحياة.

الخلايا الجذعية

أنواع الخلايا الجذعية:

تُصنف هذه الخلايا إلى عدة أنواع بناءً على مصدرها وقدرتها على التمايز، وتشمل:

  • الخلايا الجذعية الجنينية، وتؤخذ من أجنة بشرية يبلغ عمرها 3 إلى 5 أيام خلال عملية الإخصاب في المختبر، ويُسمى الجنين في هذه المرحلة ” كيسة أريمية ” ويتكون من 150 إلى 200 خلية، وتُعرف هذه الخلايا أيضًا بالخلايا الجذعية عالية القدرات لأن بإمكانها التمايز إلى جميع أنواع الخلايا في الجسم.
  • الخلايا الجذعية البالغة، وتكون هذه الخلايا مطابقة لنوع النسيج الذي تؤخذ منه، وتُستخدم بواسطة الجسم وقت الحاجة في استبدال وإصلاح الأنسجة التالفة في ذات العضو الذي توجد فيه، وتُعتبر الخلايا الجذعية المكونة للدم والموجودة في نخاع العظم مثالًا عليها، وقد استخدمت هذه الخلايا على مدى عقود في عمليات زراعة نخاع العظم لعلاج أنواع معينة من أمراض الدم، إذ بإمكانها إنتاج خلايا دم جديدة بكافة أنواعها لكن لا يمكنها أن تتطور إلى خلايا نسيج آخر كالكبد أو الرئة مثلًا، فمن الجدير بالذكر أن الخلايا البالغة لا يمكنها التمايز إلى جميع أنواع الخلايا في الجسم كما تفعل الخلايا الجنينية، لذا فإنها تُعتبر محدودة القدرات مقارنة بالجنينية.
  • الخلايا الجذعية المستحثة عالية القدرات، هذه الخلايا ناتجة عن إعادة البرمجة الوراثية للخلايا البالغة من أجل تحويلها إلى خلايا جذعية عالية القدرات يمكنها التصرف كالخلايا الجنينية، مما قد يتيح استخدامها في تطوير أنواع عديدة من خلايا الجسم بدلًا من استخدام الخلايا الجنينية لتفادي رفض جهاز المناعة لها.
  • الخلايا الجذعية من الدم المحيطي، وتوجد بأعداد قليلة في مجرى الدم (الدم المحيطي)، إذ إن معظم خلايا الدم الجذعية توجد في نخاع العظم، ويمكن عزل هذه الخلايا من خلال سحب عينة دم لاستخدامها في إنتاج جميع أنواع خلايا الدم.
  • الخلايا الجذعية لدم الحبل السري، وتؤخذ بعد الولادة ويتم تخزينها في بنوك الخلايا بهدف استخدامها في المستقبل لعلاج الشخص ذاته في حال إصابته بأمراض الدم، أهم ما في هذا الأسلوب هو ضمان التطابق الوراثي لأنه سيتم علاج الشخص بواسطة خلاياه وليس بخلايا شخص آخر، إضافة إلى ذلك فقد تمكن الأطباء أيضًا من أخذ خلايا جذعية من السائل الأمينوسي، وهو السائل المحيط بالجنين النامي في رحم الأم.

الخلايا الجذعية

أهمية الخلايا الجذعية في الطب:

  •  فهم كيفية حدوث الأمراض.
  • إجراء تجارب الأدوية الجديدة لاختبار جودتها ومدى فاعليتها.
  • العلاج بالخلايا الجذعية، ويُعرف أيضًا بالطب التجديدي، ويشير هذا المصطلح إلى الإجراء الذي يتم من خلاله تعويض الأنسجة التالفة أو الأعضاء المختلة وظيفيًا باستخدام الخلايا الجذعية بدلًا من أعضاء المتبرع المحدودة من حيث توافرها أو تقديمها، إذ يعمل الأطباء على توجيه هذه الخلايا في المختبرات لتصبح متخصصة إلى نوع معين من الخلايا بما يتناسب مع حاجة المريض، ومن ثم زراعتها في الجسم، ومن الأمثلة على بعض العلاجات القائمة عليها:
  • زراعة نخاع العظم، ويُعتبر الشكل الأكثر شيوعًا للعلاج بالخلايا الجذعية في الوقت الحالي، ويلجأ إليه الأطباء في علاج بعض أمراض الدم كاللوكيميا، وفقر الدم المنجلي، والورم النقوي المتعدد، وغيرها.
  • زراعة الشعر بالخلايا الجذعية.
  • علاج مشاكل البشرة بالخلايا الجذعية كالتشوهات الناتجة عن الحروق الشديدة، ومحاربة التجاعيد وعلامات التقدم بالسن.
  • علاج الأمراض العصبية، حيث لا تزال الأبحاث العلمية قائمة حول استخدام هذه الخلايا في علاج بعض أمراض الجهاز العصبي كالتصلب الجانبي الضموري، وألزهايمر، ومرض باركنسون.
  •  قد يتمكن الأطباء يومًا ما من تطوير خلايا قلبية لعلاج المصابين بأمراض القلب، كذلك المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول قد يمكنهم تلقي خلايا بنكرياسية لتحل محل الخلايا المنتجة للأنسولين والتي فقدت وظيفتها سابقًا.

الخلايا الجذعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى