سرطان العظام هو واحد من الأمراض أو الأورام الخبيثة التي تسبب تدمير خلايا العظام السليمة، وليست أورام العظام كلها خبيثة بل النسبة الأكبر والأكثر شيوعا منها تكون حميدة لا تنتشر ولا تسبب تدمير خلايا العظام وبالتالي لا تشكل خطرا كبيرا على حياة المريض، أما بالنسبة للأورام السرطانية التي هي محور حديثنا اليوم فقد تنشأ في أي من عظام الجسم ولكنها تكون أكثر انتشارا في عظام الحوض والعظام الطويلة في اليدين والقدمين.
الأسباب وعوامل الخطر
معظم سرطانات العظام ليس لها سبب محدد ولكن يعتقد العلماء أن بعضا منها قد يكون بسبب عوامل وراثية أو التعرض لإشعاع سابق، وهناك بعض العوامل التي يُعتقد أنها تُزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام ومنها التالي:
- الأطفال والمراهقون حيث إن معظم حالات الإصابة بسرطان العظم تكون فيمن هم أقل من 20 عاما.
- وجود تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان العظام حيث إن العامل الوراثي يلعب دورا كبيرا في الإصابة بهذا المرض.
- الإصابة بمرض باجيت الذي يسبب ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
- التعرض السابق لجرعات عالية من الإشعاع كالعلاج الإشعاعي لبعض أنواع السرطانات.
- الإصابة ببعض الأمراض كسرطان شبكية العين الوراثي ومتلازمة لي فروميني الناتجة عن خلل جيني، وكذلك الأطفال الذين يولدون بفتق سري.
ويمكن تقسيم سرطان العظام على حسب منشأه إلى نوعين رئيسيين وهما أولي حيث يكون منشأ السرطان في خلايا العظام نفسها، وثانوي حيث لا يكون المنشأ من خلايا العظام وإنما يكون منتشرا من مكان آخر أو عضو آخر إلى العظام كسرطان الثدي أو الرئة أو البروستاتا، وهذا النوع الثاني هو الأكثر شيوعا.
أعراض سرطان العظام
تختلف شدة وحدة الأعراض الظاهرة على حسب حجم الورم ومكان تواجده، ومن أعراض سرطان العظام التالي:
- الشعور بألم شديد في العظام وهو أكثر الأعراض شيوعا وأولها في الظهور، في البداية قد يكون الألم متفاوتا بحيث تزداد شدة الألم أثناء الليل أو عند استخدام العظام كالمشي، أما بعد ذلك ومع تطور المرض يصبح الألم أكثر سوءا ويكون موجودا طوال الوقت.
- تورم وانتفاخ في المنطقة المصابة وهو الأمر الذي قد يظهر بعد أسابيع من الإصابة، وإذا كان الورم بالقرب من مفصل فقد يؤثر ذلك على حركة المصاب بحيث تصبح الحركات الطبيعية صعبة ومؤلمة.
- ضعف العظام وسهولة تعرضها للكسر.
- قد ينتشر السرطان إلى أجزاء وأعضاء أخرى في الجسم كالرئتين مسببا صعوبة في التنفس.
- الشعور بالتعب والإعياء والضعف العام، وفقدان الوزن.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم، وكذلك الإصابة بفقر الدم.
- إذا كان السرطان في عظام العمود الفقري فقد يشكل ضغطا على النخاع الشوكي مسببا الشعور بضعف في الأطراف وخدرا وتنميلا.
أنواع ومراحل سرطان العظام
يتكون العظم من 3 مكونات رئيسية وهي الخلايا العظمية والخلايا الغضروفية والخلايا الليفية بالإضافة إلى نخاع العظام الموجود في تجويف العظام، ولذلك يختلف نوع سرطان العظم على حسب الخلايا المصابة، ومن هذه الأنواع التالي:
- الساركوما العظمية: وهي أكثر الأنواع شيوعا وتصيب الخلايا العظمية، وتكون غالبا في الركبة أو الذراع، كما يشيع في الفئة العمرية من 10 إلى 19 عاما.
- الساركوما الغضروفية: وتصيب الخلايا الغضروفية الموجودة في أطراف العظام، وتظهر في الساق والحوض والكتف، كما تنتشر في البالغين حيث تزداد فرصة الإصابة به مع التقدم في العمر.
- إيونج ساركوما: وفي هذا النوع ينشأ السرطان في العظام بالإضافة إلى الأنسجة المحيطة به كالأوعية الدموية والأنسجة الدهنية، وينتشر في العمود الفقري والحوض وكذلك الذراعين والقدمين.
أما بالنسبة لمراحل سرطان العظام فتم تقسيمها على حسب تصنيف يسمى TNM، والمقصود بالحرف T هو حجم الورم، والحرف N يعبر عن مدى انتشار السرطان إلى الخلايا الليمفاوية، أما الحرف M فيصف مدى انتشار الورم إلى الأعضاء الأخرى.
علاج سرطان العظام
مع تطور العلم والأبحاث أصبحت نسبة الشفاء عالية وخصوصا إذا تم التشخيص مبكرا في المراحل الأولى، ومن الخيارات العلاجية المتاحة التدخل الجراحي بإزالة الجزء المصاب وبعض الأنسجة المحيطة به وهو الحل الأمثل، وقم يتم الاعتماد أيضا على العلاج الإشعاعي أو الكيميائي أو بعض العلاجات التي تستهدف الخلايا السرطانية مثل إنترفيرون ودينوسوماب.
وبذلك نكون قد تحدثنا باستفاضة عن سرطان العظام وكل ما يتعلق به من أعراضه وطرق علاجه.