تتعدد الدراسات والأبحاث التي تكشف عن خطورة إساءة استخدام الهاتف المحمول، الذي ربما تسبب في انتشار أزمة ضعف وضعية العمود الفقري، والتي صارت آفة القرن الـ21، ما يتطلب معرفة الوضعيات المدمرة عند استعمال الهاتف لتجنبها، وكيفية الاستفادة منه دون إضرار الجسم.
وضعيات خاطئة عند استخدام الهاتف
سواء كنت تميل برأسك بزاوية تبدو بسيطة ولا تتجاوز الـ30 درجة، أو كنت تهبط بها حتى زاوية 60 درجة، فإن النتيجة هي إصابة الجسم وتحديدا العمود الفقري والرقبة بالكثير من الأزمات، ومن بينها ما يعرف باسم رقبة الرسائل، والتي استمدت اسمها من أحد عوامل المعاناة منها وهي طول أوقات إرسال الرسائل عبر الهاتف في ظل ثني الرقبة للأمام كما تكشف الصور.
يتبين أنه كلما تمت إمالة الرأس للأمام، فإن وزنها يرتفع كثيرا ليصل إلى 18 كج عند إمالتها بزاوية 30 درجة، ويصل لحوالي 27 كج عند الإمالة بزاوية 60 درجة، ما يضر بحالة الجسم على الفور في تلك الحالة.
يمكن استكشاف أزمة رقبة الرسائل لدى شخص ما عند ملاحظة تدلي رقبته طوال الوقت، وربما ضعف كتفيه وظهره بشكل غير صحي، الأمر الذي قد يؤثر كذلك على الحالة النفسية مع شيوع مشكلات الظهر، والتي يرى الأطباء أنها انتشرت كثيرا في الأعوام الأخيرة بين الشباب، على الرغم من أنها كانت تصيب كبار السن فقط في النسبة الأغلب من الأوقات.
الوضعية المناسبة عند استخدام الهاتف
يرى خبراء الصحة إذن أن استخدام الهاتف بأمان، ودون التأثير على العمود الفقري والرقبة يحتاج إلى رفع الهاتف للأعلى، مع النظر للأسفل بواسطة العينين ودون إمالة الرأس للأمام بأي درجة، ليبقى وزن الرأس طبيعيا وغير مؤثر على حالة الظهر.
كذلك يتطلب الأمر القيام ببعض الحيل التي تضمن عدم تأثر وضعية الجسم أثناء استخدام الهاتف، ومن بينها تحريك الرأس يمينا ويسارا بهدوء بين الحين والآخر لتنشيط العضلات، مع إمكانية الوقوف ومد الذراعين مع السماح للصدر بالتدلي قليلا ليزيد ذلك من استرخاء العضلات بعد ثباتها لوقت طويل.
أيضا ينصح بالحصول على تدليك سريع للكتفين والعضلات على جانبي الرقبة في كل مرة تطول فيها مدة استخدام الهاتف، مع الوضع في الاعتبار أن الحفاظ على وضعية الاستخدام الصحيحة لتلك الأجهزة الإلكترونية، تعني الوقاية من الكثير من الأزمات الصحية في المستقبل القريب.
في الختام، هي بعض من النصائح التي تضمن استخدام الهاتف المحمول دون المعاناة من الأمراض والآلام، إلا أنها تتطلب كذلك عدم إطالة النظر في تلك الأجهزة التي قد تصيب الرؤية والنظر وكذلك الحالة النفسية بالمشكلات مع طول فترات الاستعمال.