يسمع بعضنًا كثيرًا عن أفلام ممنوعة من العرض بسبب الرقابة، إما لأسباب سياسية أو لاحتوائها على مشاهد جنسية غير لائقة، وتستعمل الرقابة سلطتها أحيانًا لمنع عرض بعض الأفلام التى قد تثير الرأى العام السياسي على نظام الحكم أو التركيز على شيء سلبي في المجتمع في ظل رغبة النظام في التكتم والتغطية على هذا الشيء.
وقد منعت العديد من الأفلام لأسباب معينة ولكن سمح بعرضها بعد فترة لفقدانها المغزى والأهمية في تلك الفترة من الزمن فتم السماح بعرضها.
وأصبح منع الأفلام من العرض في الوقت الحالى لايشكل حاجزًا أمام الجمهور في ظل انتشار الوسائل التكنولوجيا وتسريب الأفلام من خلالها وعرضها، ومن أهم هذه الوسائل اليوتيوب الذى أصبح يضاهي أهمية التلفزيون والسينما في عرض الأشياء في آى وقت تريده، ومن الصعب السيطرة عليه من أجهزة الدولة والرقابة، ولكن الفرق أن على وسائل التواصل أنت من تبحث عن المواد التى تريد مشاهدتها وليست تبث لك عبر شاشات التلفاز.
وسوف نسرد في هذا المقال بعض الأفلام الممنوعة من العرض في السنوات الماضية لأسباب سياسية:
فيلم مسمار جحا
الفيلم من تأليف أبو السعود الإبيارى وأنور وجدي وعلي أحمد باكثير، وإخراج إبراهيم عمارة، وبطولة كل من إسماعيل ياسين وعباس فارس وكمال الشناوي عام 1952م وقبل قيام الثورة بشهر واحد.
تدور قصة الفيلم حول مساوئ الاحتلال الانجليزي وفساد السلطة الحاكمة في مصر والملك فاروق، وتم منع عرض الفيلم ضمن قائمة أفلام ممنوعة من العرض.
فيلم أولاد الذوات
الفيلم من أوائل الأفلام الممنوعة من العرض وهو من إخراج محمد كريم عام 1932 وهو أول فيلم مصري ناطق وصورت بعض مشاهده خارج مصر، وقام بدور البطولة يوسف وهبي وأمينة رزق.
سبب منع الفيلم هو الخارجية الفرنسية حيث أن أحداث الفيلم تدور حول شاب مصري يقع في حب راقصة فرنسية. وأبدت الخارجية الفرنسية تحفظها على أحدث الفيلم وتم منعه من العرض حرصا من الملك فؤاد على العلاقات بفرنسا.
فيلم ليلى بنت الصحراء
الفيلم من إخراج وسيناريو وحوار بهيجة حافظ وقصة محمود الأحمدى ومن إنتاج عام 1937 وبطولة كل من رقية إبراهيم وزكي رستم وجميل حسين.
تم منع عرض الفيلم بعد عام من بدأ عرضه بسبب زواج شقيقة الملك فاروق من شاه إيران وقتها رضا بهلوى. وكانت قصة الفيلم تناقش فساد الملك كسرى ملك الفرس والتى أصبحت إيران حاليا. ورأت القيادة السياسية أن الفيلم غير لائق للعرض وتم مصادرته ومنع عرضه داخليا وخارجيا نهائيا، وأصبح من ضمن أفلام ممنوعة من العرض.
فيلم لاشين
تم وقف عرض الفيلم بعد عرضه مرة واحدة فقط وأصبح ضمن قائمة الأفلام الممنوعة من العرض، وجاء ذلك بأمر مباشر من الملك نظرا للإسقاط السياسي الواضح والمقصود به الملك ومعاداة نظام الحكم القائم، وكان الفيلم أول من تنبأ بثورة يوليو قبل قيامها بـ14 عاما تقريبا.
الفيلم من إنتاج إستوديو مصر عام 1938م، وتأليف أحمد رامي وإخراج ألماني، وقام بالبطولة حسن عزت الذى لم يمثل سوى هذا الفيلم فقط وشاركة البطولة كل من نادية ناجي وحسين رياض ومحمود السباح وأحمد بيه.
فيلم من فات قديمه
أحد الأفلام الممنوعة من العرض أثار الفيلم حفيظة المشاهدين بسبب تناوله أحداثا اعتبروها تشهيرا بزعيم حزب الوفد مصطفى النحاس وزوجته. تم حذف عدد كبير من مشاهد الفيلم وفى النهاية تم منع عرضه، الفيلم إخراج فريد الجندى عام 1943م.
فيلم الله معنا
الفيلم من إخراج وسيناريو وحوار أحمد بدرخان عن قصة إحسان عبد القدوس عام 1955م، ومن بطولة كل من فاتن حمامة وعماد حمدي ومحمود المليجي وماجدة.
يناقش الفيلم قصة حرب فلسطين 1948م وقضية الأسلحة الفاسدة وانتقام رجال الجيش بثورة يوليو والإطاحة بالملك فاروق. قرر عبد الناصر منع عرض الفيلم وبعد ذلك تم تعديل الفيلم بحذف شخصية نجيب أول رئيس لمصر ثم سمح بعرض الفيلم.
فيلم المتمردون
من إنتاج عام 1968م، ويحتل الفيلم المركز الـ75 في قائمة أفضل 100 فيلم مصري.
تم منع عرض الفيلم لمناقشته الطبقية في عهد عبد الناصر، وأجبرت الرقابة المنتجين على تعديل الفيلم وإضافة نهاية جديدة بحجة أنه يسيء لمصر، وبعد ذلك سمح بعرضه بالتعديلات الجديدة. الفيلم بطولة شكرى سرحان وتوفيق الدقن وإسكندر منسى.
فيلم ميرامار
الفيلم مأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ، وتم منعه من العرض في عهد عبد الناصر بسبب جملة “طز في الاتحاد الاشتراكي” التى تقال في أحد مشاهد الفيلم حسب تصريح يوسف شعبان أحد أبطال الفيلم وتم عرض الفيلم في عهد السادات. الفيلم بطولة كل من شاديه ويوسف شعبان وأبو بكر عزت ويوسف وهبي.
فيلم شيء من الخوف
الفيلم بطولة شادية ومحمود مرسى ويحيى شاهين، وانتاج عام 1969م وإخراج حسين كمال عن قصة ثروة أباظة وسيناريو حوار عبد الرحمن الأبنودى.
الفيلم به إسقاط واضح على الدكتاتورية في عهد عبد الناصر وتمثل ذلك في شخصية عتريس، وتم تشكيل لجنه بقيادة السادات ولكن لم تستطع اتخاذ قرار، وتم رفع الأمر لعبد الناصر الذي قرر عرض الفيلم بعد فترة من منعه.
فيلم العصفور
بسبب هذا الفيلم كاد يوسف شاهين أن يفقد جنسيته المصرية، وهاجم الفيلم ثورة يوليو بشكل واضح وتم الاعتراض عليه كثيرا وأخذ العديد من السنين في دروب الرقابة الى حين تم عرضه عام 1974 بعد سنتين من إنتاجه.
الفيلم إنتاج عام 1972 بطولة محمود المليجي ومحسنة توفيق وحبيبة وسيف عبدالرحمن.
فيلم زائر الفجر
فيلم للمخرج ممدوح شكرى عام 1973، تم منع عرض الفيلم بسبب اعتراضه على بعض الأمور السياسية وخاصة وزارة الداخلية، وكان ذلك بعد أسبوع من بدأ عرض الفيلم. ومن أشهر الجمل التى احتوى عليها الفيلم “البلد دى ريحتها فاحت”.
الفيلم من إنتاج ماجدة الخطيب والتى قابلت الرئيس السادات لعرض الفيلم ولكنه رفض، وأصيب فريق عمل الفيلم بإحباط شديد دفع المخرج عزت شكرى للاكتئاب حتى الموت.
فيلم الكرنك
تكملة لسلسة الأفلام الممنوعة من العرض في عهد عبدالناصر فيلم الكرنك الذى تناول مساوئ حكم عبد الناصر وقمع الحريات والاستبداد والاعتقال والتعذيب من قبل السلطات لأي معارض للحكم وانتقاده للوضع السياسي بعد الثورة.
الفيلم إنتاج عام 1975 ومن إخراج على بدرخان عن قصة نجيب محفوظ وسيناريو وحوار ممدوح الليثي، وبطولة سعاد حسني وكمال الشناوي ونور الشريف ومحمد صبحي وفريد شوقي وشويكار.
من أبرز مشاهد الفيلم مشهد تعذيب زينب على يد أحد الضباط واغتصابها، وهو ما أثار ضجة كبير تسببت في منع عرض الفيلم حتى تم تعديله وتغيير النهاية.
فيلم المذنبون
من الأفلام الممنوعة من العرض لأسباب سياسية بحجة جرأة مشاهده وتضمنه مشاهد غير أخلاقية، إذ استعان المخرج سعيد مرزوق بالجنس كوسيلة لتعرية النظام ومجتمع فاسد عن طريق سيدة متعددة العلاقات والتى تم اكتشاف جثتها في غرفة نومها، وبدأ التحقيق الذى كشف عن كم كبير من قضايا الفساد المستترة.
الفيلم إنتاج عام 1975 وقصة وسيناريو وحوار نجيب محفوظ وممدوح الليثي وإخراج سعيد مرزوق، بطولة كمال الشناوي وحسين فهمى وسهير رمزي وزبيدة ثروت وصلاح ذو الفقار وعادل أدهم.
وهناك أيضا أفلام ممنوعة من العرض نذكر منها وراء الشمس، إحنا بتوع الاتوبيس، الغول والفيلم الامريكى السادات الذى تم منع عرضه داخل مصر، البريء، حائط البطولات، بالإضافة إلى عدد كبير من الأفلام بسبب المشاهد الجنسية.
التاريخ مدون خطأ فهو ١٩٥٧ وأعتقد أن الصحيح هو ١٩٥٢ شهر يونيو
شكرا.. بالفعل تم تصحيح الخطأ المطبعي.. خالص تحياتنا على اهتمامك بتصحيح المعلومة