في عالم الأموال والعملات الصعبة، لن تجد إلا شركات ومؤسسات قليلة العدد تتحكم في الأمور، ولكن إن أردنا مناقشة أعظمهم على الأطلاق، فبالتأكيد سنتعمق في الحديث عن مؤسسة “دي لا رو” الشهيرة لطباعة الأموال.
بدأت الشركة العملاقة على أيدي “ثوماس دي لا رو” الذي أسسها عام 1813 ، حيث بدأ في العاصمة الإنجليزية لندن، من خلال طبع الأوراق المخصصة للعب القمار وما شابهها، وهو التصميم الذي قامت الشركة بإبتكاره، لتسير عليه بقية شركات طباعة أوراق لعب القمار حتى الآن.
من ثم بدأت الشركة في التطور عن طريق طبع الطوابع البريدية للعديد من المقاطعات والمناطق التابعة للإمبراطوية البريطانية، ومن ثم طباعة الطوابع لكل من إيطاليا، وعدد من الولايات الأمريكية أيضا، بالإضافة إلى قيامها بعمل الطوابع الشهيرة الخاصة بمستعمرة رأس الرجاء الصالح آنذاك.
حتى أن هناك البعض الذي يؤكد أن الشركة هي أول من قامت بصنع أقلام الحبر في بريطانيا، مما يوضح أنها لم تتخصص في الطباعة فقط، بل امتدت لصناعة أشياء أخرى قريبة من مجالها الرئيسي.
ولكن التحول الكبير بالنسبة للمؤسسة البريطانية، قد حدث بعد ما يقارب الخمسون عاما، وبالتحديد سنة 1860، حينما تم الاتجاه أخيرا لطباعة النقود الورقية، فتم طبعة ورقة الجنيه الإسترليني، وورقة الخمس جنيهات، وكذلك العشرة شلن، لصالح جزيرة موريشيوس.
بعدها بدأ الإنفتاح أكثر وأكثر، لتبدأ المؤسسة العملاقة في الطباعة لدول أخرى كالهند، وهو ما حدث عام 1930، حتى وصل الأمر للفوز بمسئولية طباعة الأموال لصالح بنك إنجلترا في عام 2003.
فقد ظلت المؤسسة العريقة، تنمو عاما تلو الأخر، وعقدا بعد عقد، حتى أصبحت الشركة التي بدأت منذ أكثر من 200 عام، الأبرز والأقدم بين مثيلاتها من مؤسسات طبع الاموال على مستوى العالم.
يكفي أن نذكر أن شركة “دي لا رو” تقوم الآن بطباعة العملات الخاصة بنحو 150 دولة متفرقة في طافة أنحاء العالم، بالإضافة إلى طباعة جوازات السفر وبطاقات الهوية لصالح ما يزيد عن 65 دولة، وهو ما يدل على مدى الثقة التي تتمتع بها تلك المؤسسة البريطانية المنشأ، والتي بدأت كشركة صغيرة لطباعة أوراق لعب القمار في لندن، لتصبح الأفضل على مستوى العالم.