من المعروف أن قطع رأس أي كائن حي، لا تعني إلا موته في الحال، ولكن يبدو أن ذلك اليقين لا يسري على “الدجاجة مايك”، والتي انقطعت رأسها، دون أن تصاب بأذى، أو تنزف نقطة دم واحدة، بل وعاشت لنحو عام ونصف في معجزة أبهرت العالم في أربعينيات القرن الماضي، ومازالت تبهره مع تذكر قصتها حتى الآن.
حالة فريدة
بدأ الأمر في شهر سبتمبر من سنة 1945، عندما خرج المزارع ليود أولسن، لاختيار دجاجة لذبحها وتحضيرها لوجبة العشاء، من فناء والدة زوجته، فاختار حينها الدجاجة مايك لسوء حظها، والتي حدث معها خطأ بسيط أثناء عملية ذبحها.
إذ لم تصبها الفأس بالشكل الصحيح، ففقدت جزءا كبيرا من رأسها، بينما لم تفقد أذن واحدة وبقية الدماغ، لتستمر حياتها بصورة طبيعية لكنها غامضة في نفس الوقت، ويتحول حظها العثر فجأة، إلى حظ رائع، أدخلها هي ومالكها لاحقا من باب شهرة ليس له حدود.
سر اللغز وجامعة يوتا
كان الأمر مفاجئا للمزارع أولسن في البداية، حيث لم تصب الدجاجة بأذى، بل إنها لم تنزف دما حتى، ما جعله يذهب بها سريعا إلى علماء جامعة ولاية يوتا، والذين أخذوا وقتا طويلا في الاندهاش من تلك الحالة الغامضة، قبل أن يتوصلوا إلى سر حياة هذه الدجاجة المحظوظة، والتي كانوا يراقبونها بترقب شديد.
إذ أكد علماء جامعة يوتا، على أن ضربة الفأس غير الصحيحة، لم تصب الجزء الحيوي من منطقة دماغها، في صدفة لا يمكن لها أن تتكرر كثيرا، إضافة إلى ذلك، فإن معاناة الدجاجة من تجلط في الدم، قد منعت حدوث نزيف دم مميت لها، لتبقى على قيد الحياة هكذا.
شهرة بلا حدود
كان الأمر في غاية الغرابة حينها، الأمر الذي تمكن أولسن من استغلاله بالشكل الأمثل، فعرض دجاجته مقطوعة الرأس على الشركات العالمية لتصويرها، والتي تهافتت عليها بشدة، علاوة على الصحف والمجلات المختلفة، التي قامت بوضع صورها داخل صفحاتها، والعروض التي كانت تقدمها هذه الدجاجة المميزة، مقابل 25 سنتا للفرد الواحد.
فتمكن أولسن من جمع ثروة طائلة من وراء هذا الكائن المختلف جدا، الذي حول المثل الشهير الخاص بالدجاجة التي تبيض ذهبا، إلى واقع ملموس، كان يجني أولسن ثماره، بكل سعادة وزهو.
نهاية مفاجئة
في أوج شهرة الدجاجة مايك، وفي ظل الحماسة منقطعة النظير من قبل صاحبها أولسن، جاءت النهاية الحزينة لها في مارس من عام 1947 بغرفة فندق في مدينة فينيكس الأمريكية، حيث تعرضت للاختناق، دون أن تجد المساعدة من جانب أولسن، والذي كان في جولة خارج الفندق.
بينما ومع عودة أولسن للفندق، كانت الدجاجة بالفعل تلفظ أنفاسها الأخيرة، قبل أن تودع صاحبها والعالم، لتشهد تلك الليلة الحزينة، وفاة الدجاجة الأشهر في التاريخ، الدجاجة مايك ذات الرأس المقطوع.