برغم تطور العلم بشكل ملحوظ وتعدد وسائل التكنولوجيا في العصر الحديث إلا أن هناك بعض الظواهر والأماكن التي لا زال العلماء عاجزين عن تفسيرها، ومثال على ذلك حفرة باتوم أو كما يطلق عليها السكان المحليون في سيبيريا “عش النسر الناري”، حيث تعددت التفسيرات حول أسباب وجود تلك الحفرة العميقة والمتسعة، إلا أنه لم يثبت حتى الآن صحة أي منها بالأدلة العلمية.
اكتشاف حفرة باتوم
اكتشف الحفرة العالم الروسي الشهير كولباكوف في منطقة إيركوتسك في سيبيريا، والتي تعد منطقة نائية وتبعد مسافة كبيرة عن أقرب مدينة مأهولة بالسكان، إلا أنه برغم ذلك يوجد بعض السكان المحليين الذين يعيشون بالقرب من تلك الحفرة الغامضة، وقد تم اكتشافها ضمن رحلة بعثة علمية روسية في عام 1949.
ووقفت البعثة العلمية مذهولة أمام تلك الحفرة التي تبدو من مدخلها أنها نفق داخل الأرض مصنوع من الحجر الجيري، وقد تم الحصول على قطع من تلك الحفرة لتحليلها ومحاولة الوصول إلى تفسير لكيفية تكوينها، إلا أنه برغم تلك الخطوة لم يستطع أحد تحديد سبب وجودها حتى الآن.
حكايات حول حفرة باتوم
وقد انتشرت حكايات كثيرة حول تلك الحفرة من السكان المحليين وكذلك من بعض العلماء، حيث يؤكد البعض أنها نتيجة سقوط نيزك أو جسم اسطواني من السماء، بينما يرى البعض الآخر أنها من جراء بركان خامل كان نشطا في تلك المنطقة في العصور السحيقة، إلا أنه لا يوجد أي دليل علمي عن تلك التفسيرات.
وبكل تأكيد وكعادة العامة حول أي شيء مجهول فقد توارث سكان المنطقة حكايات حول لعنة تحيط بتلك الحفرة تتسبب في موت كل من يحاول الاقتراب منها، وهو ما دفعهم إلى محاولة منع كولباكوف من الاقتراب منها وهو يقوم بأخذ عينات منها لتحليلها، وما يجعل ذلك التفسير يثير الشكوك هو موت كولباكوف بأزمة قلبية بعد تلك الرحلة بأيام قليلة، إلا أنه في ذات الوقت لا يمثل ذلك دليلا على صحة ذلك التفسير.
تفسير حديث لـ “حفرة باتوم”
هناك تفسير علمي حديث للحفرة تم نشره في صحيفة روسية يؤكد أن وجود الحفرة نتيجة سخونة باطن الأرض في تلك المنطقة، مما أدى إلى اندفاع الغازات والبخار الساخن من الأرض، ومع سقوط الأمطار أدى ذلك إلى ظهور تلك الحفرة ذات الفوهة الجيرية، ويستند أصحاب ذلك التفسير إلى شعور كولباكوف بحرارة شديدة عن اقترابه من الحفرة وكذلك موت الحيوانات التي تحاول الاقتراب منها.
إلا أن البعض رد على ذلك التفسير متسائلا إذا كان الأمر كذلك في تلك المنطقة لماذا لم تظهر حفر عديدة؟ وفي ظل ذلك الغموض تظل حفرة باتوم لغزا علميا يحيط به الغموض، ويصعب على العلماء تفسيره برغم تطور العلم وأدواته القياسية.