يعد السرطان هو كابوس العصر الحديث، وهو ما يحفز الباحثين والأطباء دائما عن إيجاد وسائل أفضل لعلاجه، منها ما يصيب ومنها ما يخطئ أيضا، بل ويكون تأثيره أسوأ من المتوقع، منهم فيتامين ب 17 المزعوم.
ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، عانى نحو 14 مليون شخص من مرض السرطان خلال عام 2012، بينما من المرجح أن يرتفع العدد ليتجاوز الـ21 مليون مصاب مع حلول عام 2030.
فيتامين ب 17
على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت بعض الأقاويل عن علاج سهل وبسيط لهذا المرض الفتاك، وهو فيتامين يدعى ب 17 (B17)، معروف باسم “Amygdalin”، والذي عاد الحديث عنه مؤخرا، رغم قيام منظمة الغذاء والدواء بالإعلان عن منع تداوله عام 1980.
ظهر الفيتامين على السطح مرة أخرى عن طريق الباحث الأمريكي “جريفين مارشلز”، الذي أكد أن “ب 17” والموجود ببذور الفاكهة كالتفاح والمشمش، هو العلاج الأفضل للسرطان، مستغلا ميل البعض لنظرية المؤامرة، مؤكدا أنه قد منع من الاستخدام من قبل شركات الأدوية الكبرى حول العالم، لأنه سيقضي على مكاسبهم المتزايدة التي يحققونها من خلال المتاجرة بآلام المرضى.
تعقيب مؤسسة السرطان الأمريكية
وفي الوقت الذي اقتنع الكثيرون بصحة هذا الكلام، وبعدم انتسابه لقائمة طويلة من نظريات المؤامرة التي انتشرت كثيرا حول العالم في الفترات الأخيرة، ظهر ما يخالف تلك الفكرة تماما.
إذ أكدت مؤسسة السرطان الأمريكية أن كل تلك الادعاءات عارية تماما من الصحة، وأن كل الدراسات التي أجريت عليه لم تثبت نجاحه في علاج هذا المرض المميت.
مخاطر فيتامين ب 17
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد وحسب، بل وأضافت المؤسسة الأمريكية أن سلبية العلاج الذي أطلق عليه فيتامين B17، ليست فقط كونه لن يشفي مرضى السرطان، بل لأنه كذلك يؤثر بصورة خطيرة على المرضى من خلال عدد من الأعراض الجانبية التي تظهر حال تناوله بشكل مستمر.
حيث يشتمل الأميجدالين على عنصر “السيانيد” السام، المعروف بكونه سم يتسبب في نقص الأوكسجين بخلايا الجسم، ليؤدي للاختناق ومن ثم الوفاة، وفي الحالات الخفيفة منه يتسبب بتلف الكبد والصداع الشديد والقيء.
وهكذا فإن تجاهل مريض السرطان للعلاج التقليدي والاستماع إلى نصيحة تناول الفيتامين ب 17 لن يضره فحسب، بل قد يؤدي إلى مزيد من المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة.