في وقت يولد فيه الكثير من الأطفال وهم يملتكون القدرة على استخدام اليد اليسرى بدلا من اليمنى، تميل عدد من الأسر إلى إلزام هؤلاء الصغار باستعمال اليد اليمنى، فهل يجدي ذلك نفعا مع الطفل الأعسر أم يضر به على عكس المطلوب؟
سر تحكم يديك
في البداية، يشير العلماء إلى أن السر وراء استعمال الإنسان لإحدى يديه أكثر من الأخرى، يعود إلى فص المخ المتحكم لديه، مع العلم بأن تحكم فص في الأمور بشكل أكبر يعني قدرة أقوى لليد في الناحية الأخرى.
مثلا إن بدا الفص الأيسر من المخ هو الأكثر تحكما كما يبدو لدى أغلب البشر، فإن اليد اليمنى تصبح الأكثر قدرة على الكتابة والرسم وشتى المهارات الأخرى، فيما يبدو الفص الأيمن هو الأكثر تحكما لدى الشخص الأعسر الذي يستعمل اليد اليسرى، والذي يبدو مميزا من وجهة نظر العلم.
تؤكد بعض الدراسات أن الشخص الأعسر يتميز عن الأيمن ببعض الإمكانات الخاصة، ومن بينها القدرة على الإبداع كما يظهر بعدد من العلماء المشاهير مثل ألبرت إينشاتين ونيوتن، وكذلك القدرة على التفوق خاصة في المنافسات الرياضية، مثل مارادونا وليونيل ميسي، ما يفتح المجال لتساؤل خطير، ماذا يحدث عند إجبار الطفل الأعسر على الكتابة باليد اليمنى؟
مخاطر الإجبار على استخدام يد أخرى
بحث الخبراء كثيرا عن المخاطر التي ربما تحيط بالطفل الأعسر، عندما يسعى والداه إلى إجباره على استخدام اليد اليمنى، سواء في الكتابة أو في تناول الطعام، حيث توصل الباحثون إلى عدد من المشكلات التي يعاني منها، نظرا للارتباك الذي يحدث لديه في ظل تحكم ونشاط الفص الأيمن المخ من الأساس.
يرى الباحثون أن المخاطر المحيطة بالطفل الأعسر، في حال إلزامه باستخدام اليد اليمنى، تبدأ من المعاناة من الخط السيئ في الكتابة وعادة قضم الأظافر، قبل أن يتطور الأمر إلى مواجهة صعوبات في التعلم والكتابة، ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز، إيجاد صعوبة في النطق، فيما يصل الوضع إلى الإصابة بالخجل الاجتماعي والميل إلى الانسحاب من المواجهات.
في النهاية، يؤكد الخبراء أن الطفل الأعسر لا يعاني من أزمة ما تتطلب تعديل اليد المتحكمة لديه، حيث ينصح بترك الطفل على سجيته سواء في الكتابة أو تناول الطعام، فيما يعني إجباره على استخدام اليد اليمنى، احتمالية معاناته من إحدى المشكلات السابق ذكرها.