هل يمكن تخيل طريق يمكن عبوره بالسيارة في أحيان نادرة، فيما يجب أن تزوره بالقارب في أغلب الأوقات الأخرى؟ هذا ما يحدث بالضبط عند التنقل عبر جسر جويس “Passage du Gois” في فرنسا، والسر في ظاهرة المد والجزر.
جسر قابل للاختفاء
يقع جسر جويس الفرنسي في خليج بروجنيوف، ليربط بين كل من جزيرة نورموتير وبين المنطقة الرئيسية بفيندي، إلا أن سر غرابة هذا الطريق، يتمثل في كونه ليس بريا طوال الوقت، بل يصبح بحريا أحيانا عندما يختفي عن أنظار البشر تحت سطح المياه.
يمكن لقائدي السيارات أن يعبروا جسر جويس لمرتين في اليوم فقط، على مدار ساعة أو ساعتين على أقصى تقدير، ذلك نظرا لأن الجسر يختفي تماما بقية ساعات اليوم مع حدوث عملية المد، التي تخبئه عن الأعين رويدا رويدا، أسفل نحو 4 أمتار من المياه، ليصبح دون شك غير مؤهل لاستقبال السيارات.
تاريخ جسر خطير
يعود بناء هذا الجسر البالغ طوله 4.5 كم، إلى السنوات الأولى من القرن الثامن عشر، وتحديدا إلى عام 1701، حينما وضع طريق جويس على خريطة فرنسا للمرة الأولى، حيث كان المعتاد أن يصل السكان إلى جزيرة نورموتير على متن المراكب فحسب.
يشهد طريق أو جسر جويس، زيارة عدد من السياح لمشاهدة ظاهرة المد والجسر، وهي تخفيه كالسحر عن أنظار الجميع، فيما يهتم آخرون بركوب الدراجات أو السير على أرضه أثناء انحسار المياه، أو بجمع أصداف البحر المذهلة التي تظهر في لحظات نادرة من اليوم، إلا أن تلك الزيارة من الوارد أن تكون محفوفة بالمخاطر، بالنسبة لمن يجرؤ عبور الجسر في التوقيت الخاطئ.
أحيانا ما يتعرض الزائرون المخاطرون إلى الوقوع في مصيدة المياه المرتفعة، التي تغطي جسر جويس أغلب ساعات اليوم، لذا صمم المسؤولون بخليج بروجنيوف عددا من أبراج الإنقاذ، التي تسمح للزوار بصعودها ومن ثم الانتظار، إما لمجئ رجال الإنقاذ أو لانحسار المياه من جديد، أيهما أقرب.
في النهاية، هو طريق فريد من نوعه ينصح بزيارته، ولكن مع ضرورة اتباع التوقيتات المناسبة لارتياده، حتى لا تفاجأ في دقائق بأنك تقف وسط المياه بدل الأرض الصلبة.