ألبرت أينشتاين، داروين، وغيرهم من أبرز العلماء، الذين تم إضافتهم ضمن قائمة مشاهير أصيبوا بطيف التوحد، والذين استطاعوا أيضًا إثبات أن المرض لا يمثل عائقًا، بل يصنع المستحيل إذا ما أراد الشخص السعي والاجتهاد، لتحقيق أهدافه وأحلامه في الحياة.
أعراض طيف التوحد
من أبرز الأخطاء التي يقع فيها البعض، الخلط بين مفهوم التوحد وطيف التوحد، إذ يختلف المفهومان وأسبابهما وأعراضهما، بالإضافة إلى طريقة علاجهما أيضًا.
يعرف طيف التوحد بأنه حالة مرتبطة بالنمو العقلي للفرد، والتي تؤثر بنسبة كبيرة على كيفية تعامل الشخص المصاب مع من حوله، الأمر الذي يتسبب في حدوث مشاكل مختلفة، خاصة أثناء محاولة التفاعل مع المحيط أو التواصل الاجتماعي مع الغير، كما يرتبط طيف التوحد بعدة اضطرابات أخرى، مثل التوحد، ومتلازمة أسبرجر، ولكنه يختلف عنهما في شدة الإصابة والأعراض، ومن أبرز هذه الأعراض:
- رغبة الفرد الشديدة في الوحدة والعزلة، والبقاء بمنأى عن الآخرين.
- تجنب الشخص للتواصل بالعين أثناء الحديث مع أي شخص.
- عدم الاهتمام بالأمور المحيطة، مهما بلغت أهميتها.
- المعاناة أثناء التعبير عن المشاعر، وعدم القدرة على فهم مشاكل الآخرين.
- وجود مشكلة أثناء محاولة التواصل مع الآخرين.
- تكرار الأمر أكثر من مرة عند القيام به.
- تجنب النظر إلى الأشياء المحيطة، حتى عند الرغبة في التركيز بها.
- صعوبة التكيف مع أي روتين جديد طارئ.
متى تظهر أعراض التوحد؟
يصيب اضطراب طيف التوحد الأشخاص في المراحل المبكرة من طفولتهم، إذ تظهر أعراضه غالبًا خلال السنة الأولى من العمر، والتي يمكن أن تستمر مع الشخص أثناء مراحل نموه المختلفة، إذا لم يتم الإسراع في محاولة إيجاد علاج فعال لها، وعلى الرغم من ذلك فإن الأمر لا يعد خطيرًا، إذا ما حاول الشخص المصاب معرفة حقيقة مرضه والسعي إلى التخلص منه، وتطوير ذاته ومحاولة إثباتها في عدة مجالات مختلفة، وهو ما حدث بالفعل مع بعض المشاهير، الذين استطاعوا التغلب على مرضهم، عن طريق المثابرة واتخاذ العقبات سلمًا للارتقاء والنجاح.
مشاهير أصيبوا بطيف التوحد
باربرا مكلينتوك
ولدت باربرا مكلينتوك 16 يونيو من عام 1902، في هارتفورد، عانت باربرا كثيرًا في طفولتها إثر التوتر والقلق الدائم داخل المنزل، نظرًا لحالة أسرتها المادية السيئة للغاية، والتي دفعتهم لإرسالها إلى بيت عمها وعمتها في بروكلين.
كانت باربرا شخصية منعزلة في صغرها، مستقلة، تفضل الانفراد بنفسها دومًا بعيدًا عن الآخرين، كما كانت تخشى الأضواء كثيرًا ولا تحب الظهور، ولكن الأمر لم يقتصر على طفولتها فقط، إذ تطورت الأعراض بمرور الوقت مع تقدم باربرا في العمر، حتى تم تشخيص حالتها باضطراب طيف التوحد.
نقلة علمية
استطاعت باربرا التغلب على مشكلاتها، والتعليقات المستمرة والانتقادات اللاذعة من جميع المحيطين بها، وأصرت على استكمال تعليمها الثانوي في مدرسة إيراسموس هول الثانوية، حتى تخرجت منها في سن صغيرة، حينها فقط تيقنت من حبها للعلم، وأن عزلتها وانفرادها لا يمثلان لها أي عائق، وأبدت رغبتها في الالتحاق بجامعة كورنيل، كلية الزراعة، ورغم رفض والدتها للأمر إلا أنها أصرت على موقفها والتحقت بالجامعة.
شهرة ونجاح
هكذا أصبحت باربرا مكلينتوك عالمة مشهورة، حققت نجاحًا كبيرًا، واختراقات هائلة في مجال دراستها، عن طريق التوصل إلى الكروموسومات وكيفية تغييرها أثناء عملية التكاثر، بالإضافة إلى أنها كانت أول شخص يصف التفاعلات على شكل قطاعات من الكروموسومات المتماثلة، أثناء الانقسام الاختزالي، عام 1930م.
حصلت باربرا على العديد من التقديرات والجوائز وأوسمة الشرف، ورغم كل ما توصلت إليه إلا أنها لم تتخل عن عزلتها، واجتنابها الملحوظ للأضواء وأية تفاعلات اجتماعية، حتى إنها لم تقبل حضور حفل تكريمها عام 1983، لاستلام جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب، والتي استحقتها بجدارة بعد أن أصبحت رائدة في مجالها، لتكون باربرا أول امرأة تفوز بهذه الجائزة، ولتصبح من أبرز الشخصيات التي أضيف اسمها في قائمة مشاهير أصيبوا بطيف التوحد.
فولفغانغ أماديوس موزارت
علامات وأعراض
يعد موزارت من أبرز الأشخاص الذين تم إضافتهم لقائمة مشاهير أصيبوا بطيف التوحد، إذ أجمع معظم العلماء على أنه كان مصابًا بنسبة من طيف التوحد، وهو الأمر الذي اتضح من خلال بعض الأعراض التي تمت ملاحظتها عليه، مثل حساسيته الشديدة ضد الضوضاء والصخب، بالإضافة إلى أن فترة انتباهه للأشياء كانت قصيرة جدًا.
كما كان مستوى ذكائه وقدراته الذهنية ضعيفا جدًا، كذلك تعابير وجهه التي كانت تتغير كُليًا بأكثر من تعبير في غضون ثوانٍ معدودة، وجدير بالذكر أيضُا أن هناك موقفا موثقا ذكره أحد المقربين لموزارت، عندما رآه ذات مرة وهو يشعر بالضجر قليلًا، حيث بدأ يرسم عجلات وأقبية فوق سطح الطاولة، بينما كان يموء بصوتٍ عالٍ مثل القطط.
فن وإبداع
لم يمنع اضطراب طيف التوحد موزارت من أن يصبح أشهر العباقرة المبدعين، الذي خلد اسمه في تاريخ الموسيقى كأشهر مؤلف موسيقى نمساوي، فعلى الرغم من أن حياته كانت قصيرة إذ توفي عن عمر يناهز 35 عامًا، إلا أنه استطاع تقديم نحو 626 عملا موسيقيا، عبر سلسلة حياته المليئة بالإبداع وحب الفن، بدءًا بممارسته العزف في سن الرابعة، مرورًا بمشاركته في الحفلات الموسيقية في سن السادسة، وتأليف أول أوبرا إيطالية في سن الـ13، حتى استطاع أخيرًا تحقيق هدفه وحلمه الذي سعى له طويلًا.
السير إسحاق نيوتن
طفولة مأساوية
وُلد إسحاق بعد وفاة والده بثلاثة أشهر، الذي كان يدعى إسحاق نيوتن أيضًا، الأمر الذي جعل والدته تعاني كثيرًا أثناء ولادته، إذ لم تمتلك من الأقارب أو الأصدقاء من يساندها في تلك اللحظة، وبمجرد بلوغ نيوتن الثالثة من عمره تزوجت والدته، التي لم تستطع أن تتكفل به وبمصروفاته، ولم ترغب في تحمل مسؤوليته، هكذا قررت أن تترك ابنها وحيدًا في رعاية جدته التي لم تكن تقوى حتى على رعاية نفسها، لتنتقل إلى بيت زوجها الجديد، الذي كان يبغضه إسحاق بشدة ويشعر نحوه ونحو والدته بعدائية كبيرة.
رمزًا للثورة العلمية
هكذا تحول نيوتن الذي عاش طفولة مأساوية، إلى السير إسحاق نيوتن، أبرز العلماء الإنجليز، وأكثرهم شهرة ومساهمة في علوم الفيزياء والرياضيات، صاحب أشهر كتاب “الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية”، والذي يعد من أهم أعماله الفردية الذي نشر لأول مرة في عام 1687، متضمنًا معظم مبادئ الميكانيكا الكلاسيكية، بالإضافة إلى إسهاماته الهامة في مجال البصريات، ومشاركته الفيلسوف وعالم الطبيعة الألماني غوتفريد لايبنتز في وضع أسس التفاضل والتكامل.
علامات توحد
أكد الباحثون في جامعة كامبريدج عبر عدة مقالات، أن إسحاق نيوتن كان مصابًا بمتلازمة أسبرجر، بينما يظن آخرون أنه كان أحد مشاهير أصيبوا بطيف التوحد، استنادًا إلى بعض العلامات التي ظهرت عليه، إذ كان يشعر بالحرج الشديد عند التحدث مع الآخرين مهما بلغت قرابتهم، وأثناء المعاملات الحياتية اليومية، بالإضافة إلى أنه لم يحب تكوين الصداقات قط، بل كان يفضل العزلة، ويقضي أيامًا كثيرة وحيدًا دون أن يأكل أو يشرب، حيث كان يصب تركيزه فقط على العمل، إثر اعتماده التام على روتين حياته وتمسكه به، وقيامه بطقوس محددة لم يغيرها حتى وفاته.
ستيف جوبز
توفي جوبز في عام 2011، عن عمر يناهز 56 عامًا، إثر إصابته بسرطان البنكرياس، بعد أن استطاع تخليد اسمه في أهم المناصب كرئيس مجلس إدارة شركة أبل، وعضو مجلس إدارة شركة والت ديزني، حيث عمل مهندسًا، مخترعًا، وعالم حاسوب وخبيرا ماليا، بالإضافة إلى عمله كمصمم ومنتج أفلام، ومن أشهر إنجازاته التي اخترعها، جهاز الماكنتوش (ماك) بأنواعه، بالإضافة إلى أبرز 3 من الأجهزة المحمولة، الآيبود، آيفون، والآيباد، ليكون ستيف جوبز مفاجأة عند التعرف على مشاهير أصيبوا بطيف التوحد، ومع ذلك وصل إلى ما وصل له من شهرة وثروة.
مأساة وكفاح
نشأ جوبز في منزل العائلة التي تبنته في المنطقة التي تعرف باسم وادي السيليكون، وهي مركز صناعات التكنولوجيا الأمريكية، إذ تخلى عنه أبواه وعرضاه للتبني فور ولادته، إثر علاقة غير شرعية بينهما، واللذان تزوجا رسميًا بعد التنازل عن ستيف بعشرة أشهر، لينجبا الروائية الشهيرة منى سيمبسون، أخت ستيف الذي كان يترعرع في ذلك الوقت لدى بول وكلارا جوبز، بينما كانت هي تنعم بحياة هادئة في ظل والديها اللذين اعتنيا بها.
الأمر الذي تسبب في مأساة عاشها ستيف لسنواتٍ طوال، قبل أن يتخذ قراره أخيرًا ليتخطى جميع الصعوبات، إذ كرس وقته للدراسة شتاءً والعمل صيفًا، خاصة في مجال الإلكترونيات التي كان مولعًا بها منذ صغره، ليحقق حلمه الذي سعى إليه، متناسيًا والديه، بالأخص والده الذي لم يسع ستيف لرؤيته حتى وفاته، ولم يذكر اسمه قط، سوى عند استخدام صفة الأب البيولوجي.
حقائق أم تكهنات
يظن البعض أن إصابة ستيف جوبز بطيف التوحد مجرد تكهنات، إلا أن الكثير من المقربين أكدوا ظهور أعراض عليه في سن مبكر، والتي استمرت معه حتى وفاته، من أبرزها عدم قدرته عن التعبير عن مشاعره، بالإضافة إلى افتقاره إلى التعاطف مع الآخرين أو تفهم مشاعرهم، كذلك حبه للكمال وهوسه بالقيام ببعض الإجراءات والطقوس المعينة، والتي لم يسمح أن يطرأ عليها أي نوع من أنواع التغيير، وإذا ما اضطرته الظروف إلى تغيير مفاجئ، يصاب على الفور بالانفعال والانزعاج الشديد، وهي من أشهر علامات الإصابة بالمرض، والتي أدت إلى إدراج اسمه أيضًا تحت قائمة مشاهير أصيبوا بطيف التوحد.
بيل غيتس
يعتقد الكثير من خبراء مرض التوحد، أن بيل غيتس كان مصابًا بطيف التوحد، إذ أكد الكثير من الأشخاص الذين تعاملوا معه تعاملًا مباشرًا أنه يملك بعض الأعراض، التي تعد دليلًا واضحًا على إصابته بالمرض، ومن أبرز هذه الأعراض، عدم قدرته على التواصل البصري، حيث كان يتجنب النظر أو اتصال عينه مباشرة مع الشخص الذي يتحدث إليه، بالإضافة إلى حركته واهتزازه بطريقة منتظمة عند التركيز في أمرٍ ما، كما كان لديه نمط معين ووتيرة واحدة أثناء الكلام، والذي يتميز بالاختصار والرتابة، وهي الأعراض المشتركة لدى الكثير من مصابي طيف التوحد، مما يعد دليلًا واضحًا على إصابة بيل غيتس بالمرض.
صانع الثروة
وليام هنري غيتس الثالث، الشهير باسم بيل غيتس، أحد أغنى الرجال حول العالم، ولا عجب في ذلك، فقد استطاع بيل السيطرة على جميع أعراض الاضطراب، التي قد تعرقله في مسيرته المهنية، وسعى إلى صنع ثروته بنفسه والتي تم تقديرها بنحو 89.8 مليار دولار أمريكي، في عام 2017، وهو ما استطاع التوصل إليه بعد العمل الجاد والشاق لسنواتٍ طوال، نجح من خلالها أن يصل إلى أعلى المناصب.
بعد تأسيس شركة مايكروسوفت مع رجل الأعمال الأمريكي بول آلان، عام 1975، هكذا أصبح بيل من أشهر المبرمجين المخترعين، وعلماء الحاسوب والخبراء الماليين، جدير بالذكر أيضًا أنه قام بتأسيس المنظمة الخيرية “بيل ومليندا غيتس”، أكبر جمعية خيرية في العالم والممولة جزئياً من ثروته.
ألبرت أينشتاين
هل يمكن أن يكون ألبرت أينشتاين أشهر عالم فيزياء في التاريخ، مصابًا بطيف التوحد؟ حسنًا، لم لا؟ فهناك الكثير من مشاهير أصيبوا بطيف التوحد، والذين استطاعوا التغلب على اضطراباتهم، ليصنعوا المستحيل تحت ظل أسوأ العقبات والظروف.
وقد أكد العديد من الخبراء أن أينشتاين كان مصابًا بطيف التوحد ليضاف إلى قائمة مشاهير أصيبوا بطيف التوحد، إذ عانى في طفولته من التأخر الشديد في الكلام، بالإضافة إلى قيامه بتكرار الجمل لأكثر من مرة، سواء كان هذا التكرار بصوت منخفض لنفسه أو بصوت مرتفع للآخرين، الأمر الذي تطور معه في مراحل حياته المختلفة، كما أكد بعض المقربين أيضًا أنه كان يرفض التغيير ويصاب بالانزعاج التام، إذا ما وضع تحت وطأة التغيير الروتيني الخارج عن إرادته، كما كان يعاني من مشاكل شديدة في التواصل الاجتماعي، فقد كان يرفض فكرة تكوين الصداقات، والعلاقات الاجتماعية في شتى المجالات، حيث فضل العزلة والوحدة دائمًا حتى وفاته.
عالم شهير
هكذا تحول أينشتاين من طفل متأخر في الكلام، إلى عالم الفيزياء الشهير، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921، إثر تقديمه لبحثٍ علمي مكون من 300 ورقة، استطاع من خلاله شرح التأثير الكهروضوئي، وتكافؤ المادة والطاقة وميكانيكا الكم، بالإضافة إلى أعظم إنجازاته في اكتشاف الموجات الجاذبية التي لا يمكن رؤيتها، النسبية الخاصة، والنسبية العامة، كذلك نظرية الحركة البراونية وتكافؤ كتلة الطاقة، ونظرية الحقل الموحد.
تشارلز داروين
البريطاني تشارلز روبرت داروين، أشهر عالم أحياء وتاريخ طبيعي وجيولوجي، والذي اعتبره المؤرخون سببًا رئيسيًا في اكتشاف علوم الوراثة، ورسم الخرائط الوراثية الحية، بدءًا من الإنسان وحتى الكائنات المجهرية، كما كان له الفضل في وضع النظريات التي أحدثت انقلابًا في العلوم الأخرى، إثر نشره لكتاب أصل الأنواع.
أدلة موثقة
حسنًا، قد لا تصدق إضافة العالم داروين لقائمة مشاهير أصيبوا بطيف التوحد، ولكن هذا ما تم تأكيده وفقًا لما ذكره مايكل فيتزجيرالد، الطبيب النفسي والأستاذ في كلية ترينيتي، في بحثه عن العالم تشارلز داروين، والذي أفاد بأنه كان مصابًا بمتلازمة أسبرجر، وبعض الصفات الأخرى من طيف التوحد، استنادًا إلى ما ذكره بعض المقربين، بأنه كان طفلًا هادئًا ومعزولًا للغاية، لا يفضل التواصل الاجتماعي أو التفاعل مع الآخرين، بل يبحث عن طرق بديلة للتواصل، مثل كتابة الرسائل، كما كان يتجنب التواصل البصري بنسبة كبيرة، إذ لا ينظر مباشرة إلى أي شخص يتحدث إليه، الأمر الذي تطور معه حتى البلوغ وليس مرحلة الطفولة فقط.
هنري كافنديش
فيلسوف وعالم
كان هنري كافنديش المولود في 10 أكتوبر 1731، فيلسوفًا وعالمًا شهيرًا، وواحدًا من مشاهير أصيبوا بطيف التوحد، كما كان فيزيائيًا وكيميائيًا تجريبيًا ونظريًا، والذي يعود إليه فضل اكتشاف الهيدروجين الذي أطلق عليه الهواء القابل للاشتعال، حيث استطاع وصف كثافة الهواء القابل للاشتعال، بالإضافة إلى نظرياته العلمية في اصطناع الماء، الغازات المختلفة، وقانون الجذب والتنافر الكهربائي، كذلك النظرية الميكانيكية للحرارة، وحسابات كثافة الأرض، حتى أطلق على تجربته لقياس كثافة الأرض اسم “تجربة كافنديش”.
أعراض طيف التوحد
من أبرز أعراض طيف التوحد لدى هنري، والتي جعلت بعض المؤرخين يؤكدون إصابته بالمرض، أنه لم يكن اجتماعيًا على الإطلاق، حتى إنه كان يتجنب جميع الاجتماعات الأسبوعية في النادي، ويبتعد قدر الإمكان عن تلقي أية مكالمات تخص العمل، أو التواصل مع الأشخاص بشكل عام، بالإضافة إلى أن طريقته المفضلة للتعامل كانت الكتابة فقط، حتى عند ذهابه إلى إحدى المطاعم، كان يفضل طلب وجبته من خلال كتابة طلبه في ورقة صغيرة، وتركها على الطاولة أمام النادل، كما أنه أضاف سلمًا خاصًا إلى الجزء الخلفي من منزله، لتجنب الاحتكاك بمدبرة المنزل أو رؤيتها والتحدث معها، كذلك عدم رغبته في أي تواصل بصري مع الغير، حتى إن أحد المعاصرين وصفه بأنه أبرد البشر وأكثرهم عدم اكتراثًا للأمور.
ساتوشي تاجيري
ولد ساتوشي تاجيري، في 28 أغسطس 1965، كانت هوايته عندما كان طفلًا، جمع الحشرات والخنافس، وجميع الكائنات الصغيرة المتواجدة في حقول الغابات أو البحيرات، وبحلول أواخر السبعينيات شهدت هذه الغابات حرائق عديدة، الأمر الذي أصاب ساتوشي بحزنٍ بالغ، إذ لن يستطع جمع الحشرات بعد ذلك، هكذا قرر ساتوشي أن يتجه إلى تصميم ألعاب الفيديو لعدة سنوات، حتى استطاع أخيرًا تحويل هوسه بالحشرات، إلى أشهر لعبة عالمية على الهواتف الذكية في وقتنا الحالي، وهي لعبة البوكيمون.
ربما يجهل الكثير أن ساتوشي الشهير، الذي أصبح مصدر إلهام للكبير والصغير، كان مصابًا بمتلازمة أسبرجر وطيف التوحد، وهو الأمر الذي تم تأكيده من قبل ساتوشي شخصيًا، إلا أنه لا يفضل الحديث عن هذا الأمر علنًا، إذ لا يراه عائقًا أمام نجاحه، بل يفضل ترك بصمته الشهيرة في عالم ألعاب الفيديو، تتحدث عنه وعن إنجازاته، ليتم إدراج اسم ساتوشي أيضًا ضمن قائمة مشاهير أصيبوا بطيف التوحد.